الرئيسيةثقافه وفكر حر

التوثب / وحيد راغب

التوثب:
صفة ذات وجهين، أي من المفردات التي تعني المعنى الحسن وضده، فهي تشبه احيانا السراب، وفي أخرى الخراب، واخرى السداد وَالصواب
فوثب بمعنى قفز، إما لإزاحة خطأ وتصحيح مسار، وإما لافتراس والإفتراس هنا نوعان :غريزي أي ما بحدث بين الحيوانات للطعام وخاصة آكلات اللحوم، فلا يمكن الأسد مثلا أن يعيش بلا افتراس من هو أقل منه في القوة والقدرة لإشباع نفسه، وهذه فطرة غريرية نشأت في الغابة أو البحار لتستمر الحياة، والتولزن البيئي؛ ولا غبار عليها لأنها سنة كونية، وما جاء في السنة، لا أدري مدى صحته أن الله قبل حساب الثقلين اي الإنس والجان، أصحاب العقول الكاملة سينصب ميزانا لمحاسبة الحيوانات، فيقتص من القرناء للجلحاء، ثم يفنيهم بلا جنة أو نار.
فلو أعمالنا ااعقول وتدبرنا منهج الله نجد أن في هذا الكلام كلام، أولا الحساب لا يكون الا لمن كلفه الله بمنهج فيه إفعل ولا تفعل، والحيوانات خارج هذا، وضبط الغريزة لا يكون الا لمكلف! كما أن غريزة الحيوان للإشباع والاستمرار سواء كانت للطعام أو التكاثر، لذلك هناك مواسم للتزاوج عكس الإنسان لا مواسم عنده.
وغريزة الطعام الشبع، فإذا شبع الحيوان انتفي الإفتواس لديه ويكون وديع كالمستانس بينما الإنسان قد يأكل للترفيه لا الإشباع اي يأكل من أجل الشهوة واللذة.
فالحيوان غير محاسب، والحيوان مكتوب عليه مثلا الذبح، و في السنة الكونية والتوازن البيئي يعيش في دورات.
إذن ما معنى حسابه.
أما التوثب بمعنى القفز لإزالة ما هو ضد الفطرة والأخلاق، ولجلب حق ومصلحة للخلق، فهنا التوثب أخلاقي، ومن الفضائل
فالتوثب على الباطل واجب، والتوثب بمعنى التمرد على الظلم واجب، والتوثب لإبداء حسن الأداء في العمل واجب، والتوثب للإنارة والإستنارة واجب.
لكن التوثب بمعنى القفز على أكتاف الآخرين لكسب منفعة مالية أو منصب، هو ثوثب شيطاني لإضاعة الحق والتناحر بين الناس. وهو توثب هالوكي أوعلقي بمعنى بدون اي جهد يمكن إمتصاص جهد الآخرين.
فعلي كل منا تحديد نوع توثبه، ليعرف أنه محسن او ضال.
الشاعر حيد راغب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق