اخبار العالم العربيالرئيسية
بيان سياسي صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للانطلاقة
بالوحدة الوطنية ستفشل صفقة القرن وينتصر المشروع الوطني
يا جماهير شعبنا العظيم:
يحيي شعبنا ومعه أحرار العالم في الخامس عشر من تموز (يوليو) الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، هذه الانطلاقة التي جاءت امتدادا لنضال شعبنا ضد الغزاة على مر العصور، وردا على العدوان الإسرائيلي حزيران (يونيو) 1967م، الذي أحتل ما تبقى من أرض فلسطين، فكانت الانطلاقة الشعلة التي أضاءت سماء القدس لتبعث الأمل وترفع المعنويات، وتعزز ثقة الشعب بنفسه، ولتحمل عبء النضال والتحرير.
تصدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني منذ انطلاقتها لعملية التهجير والنزوح، وقاومت المستوطنين الإسرائيليين الذين تتدفقوا على القدس والمدن الفلسطينية، ووضعت برنامج عمل وطني ينظم أشكال المقاومة لمواجهة الإحتلال اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وخلال مسيرتها الكفاحية تميزت الجبهة بمواقفها الوطنية والوحدوية، ولم تتأخر عن حماية شعبنا والدفاع عنه في شتى أماكن تواجده، ولم تتوان الجبهة عن تحمل مسئولياتها الوطنية، من أجل تثبيت حقوق شعبنا الفلسطيني الثابته، باتقرير المصير والعودة طبقا للقرار (194)، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
في ذكرى الانطلاقة، نستذكر من وضعوا اللبنات الأولى في هذا التنظيم الوطني الديمقراطي الذي ساهم في إبراز الشخصية الوطنية الفلسطينية والدور النضالي للشعب الفلسطيني، وفي تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، نستذكر شهداء الوطن والجبهة .. نستذكر المؤسسين الأوائل .. نستذكر رمز الجبهة ومؤسسها د.سمير غوشة، الذي تميز بمواقفه الفكرية والسياسية والتنظيمية المبدئية والحازمة والشفافه، وقدم لرفاقه وللثورة نموذجاً نضالياً يحتذى به .
يا جماهير شعبنا الصامد:
تمر ذكرى الانطلاقة هذا العام في ظل ظروف سياسية دقيقة وحرجة، فمن جهة ما زال الاحتلال الإسرائيلي يمعن في تغوله على شعبنا ويمارس بطشه وعدوانه ويتهرب من استحقاقات شعبنا ويعمل جاهدا على وأد فكرة الدولة الفلسطينية، ومن جهة أخرى انتقلت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب من موقع الانحياز الكامل مع إسرائيل، إلى موقع الشريك الفعلي مع الاحتلال الإسرائيلي، بل تقدمت بتطرفها وعنصريتها عن الموقف الإسرائيلي عبر ما أسمته بمشروع “صفقة القرن” والذي ظهرت ملامحهالسياسية باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها واغلاق القنصلية الامريكية بالقدس الشرقية، ووقف الدعم المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وبدأت بتنفيذ الشق الاقتصادي من الصفقة عبر عقد ورشة البحرين في محاولة لتحسن ظروف ومعيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال بديلا عن انهائة.
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نحيي ونقدر عاليا الموقف الفلسطيني الموحد، الذي عبرت عنه كل شرائح شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية ضد مشروع صفقة القرن وورشة البحرين، نرى ضرورة تصليب الموقف الفلسطيني عبر تمتين الوحدة الوطنية والشروع الفوري في طي صفحة الانقسام الداخلي، والبدء بتنفيذ اتفاق المصالحة التي توصل إليه الكل الوطني في القاهرة اكتوبر 2017 م.
يا جماهير شعبنا المناضل:
إن التحديات التي تواجه شعبنا وتهدد كيانه ومستقبله السياسي، والمخاطر التي تحيط بالمشروع الوطني وتحاول تصفيته وانهائه تتطلب مراجعة نقدية جادة لأوضاعنا الداخلية ولأدائنا السياسي والدبلوماسي ولاشكال واساليب عملنا النضالي ضد الاحتلال وضد محاولات تصفية قضيتنا الوطنية، بروح من المسئولية الوطنية، وبعيداً عن التعصب الحزبي، وبعيدا عن سياسة المحاور، والاصطفافات الإقليمية التي لا تخدم قضية شعبنا.
إننا في جبهة النضال الشعبي ومن منطلق تحمل المسئؤلية الوطنية والتمسك بأهداف ثورتنا الفلسطينية والحفاظ على مصالح شعبنا ندعو إلى ما يلي:
أولاً: على الصعيد السياسي:
ثانياً: على الصعيد الوطني:
ياجماهيرشعبنا المناضل:
في ذكرى الانطلاقة تتوجه جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لكل أبناء شعبنا في الوطن والشتات بأسمى التحيات النضالية، ونعاهد شهداء شعبنا العظيم، وأسراه الأبطال، وجرحاه البواسل بأن نواصل النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
اللجنة المركزية
15 تموز 2019