بارعات العالم الغربي

هادية طاجيك

مهاجرة مسلمة من باكستان، وتشغل الآن وزيرة الثقافة في النرويج».

هادية طاجيك

في بلد تتصاعد فيه التيارات اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام، يقع الاختيار عليها، لتناضل من أجل التنوع الثقافي بانتمائها الديني أولاً، وبأفكارها وحماسها اللذين دفعاها لتثبت جدارتها في تولي هذا المنصب رغم صغر سنها، فقد لمع نجم، هادية طاجيك، وزيرة الثقافة في النرويج منذ أعوام مبكرة، لتشارك في العديد من الأنشطة والأعمال التي تشبه توجهها الحر، وروحها المناضلة، من أجل رفع راية التعددية الثقافية والعقائدية، واحترام مبادئ الإنسانية أولاً من خلال تقبل الآخر واحترام اختلافه.

واختيار «طاجيك» ابنة المهجر المسلمة أثار إعجابا عالميا في الوقت الذي يشهد هذا العالم توترا مع المسلمين والإسلام.

و«طاجيك» هي ابنة المهاجر المتواضع سروار طاجيك الذي أتى من باكستان للعمل كحارس لمتجر في أوسلو، أما والدتها فهي صفية كازلباش، هاجرا إلى النرويج عام 1970 للبحث عن حياة أفضل إلا أنهما لم يكونا يتخيلا أن يريا ابنتهما وزيرة في هذا البلد الأوروبي الكبير.
ولدت القانونية والصحفية، هادية طاجيك، باكستانية الأصل، في 18 يوليو 1983، ببلدة صغيرة تابعة لمقاطعة ستراند بالنرويج، وبهذا تعد الأصغر أيضاً ضمن أعضاء الحكومة الحالية، إذ تبلغ من العمر 29 عاماً فقط.

أنهت «طاجيك» دراستها الابتدائية، وأكملت دراستها بالمدرسة العليا التي تخرجت فيها عام 2001، ثم توجهت للمملكة المتحدة لدراسة حقوق الإنسان بجامعة «كينجستون» البريطانية، بين عامي 2004 و2005، ثم حصلت على بكالوريوس الصحافة من جامعة «ستافينجار» بالنرويج، وبعدها توجهت لدراسة القانون بجامعة أوسلو، وحصلت على الماجستير في القانون عام 2012.

عرفت «طاجيك» بالنشاط السياسي منذ سن مبكرة، فكانت من قادة حركة العمال الشباب بين عامي 1999 و2002، كما عملت كمستشار سياسي لوزير العدل النرويجي بين عامي 2008 و2009، وأصبحت ضمن مجموعة ما يعرف بـ«علاقات الحجاب» بالوزارة التي كان من أحد أبرز قراراتها أنها منحت الحق للشرطيات النساء في ارتداء الحجاب أثناء العمل.

يذكر أن «طاجيك» انتخبت في 14 سبتمبر 2009 كعضو في البرلمان النرويجي عن حزب العمل عن العاصمة النرويجية أوسلو، بعد وضعها ضمن المرشحين على قائمة المقاعد الـ6 الآمنة لحزب العمل، وهي مقاعد مضمون وصول من يترشح لها عن الحزب.

وفي 19 سبتمبر الماضي، أعلنت «طاجيك» نيتها للترشح للانتخابات مرة أخرى، إلا أن المفاجأة جاءت باختيارها وزيرة للثقافة في التعديل الوزاري الجديد، وقد تفاجأ الجميع بأن يقع اختيار رئيس الوزراء السويدي، جينيس شتولينبرج، على «طاجيك» كسابقة تعتبر الأولى في تاريخ النرويج أن يتم اختيار فتاة مسلمة، لتدخل المجلس الوزاري.

أعلنت «طاجيك» عن برنامجها، وقالت إنه سيراعي التنوع الثقافي في المجتمع، الذي أصبح جزءاً من حياة النرويجيين اليومية، وتؤمن «طاجيك» بالسياسات التعددية الثقافية، وبالتنوع المجتمعي، كما تسعى لدمجه ضمن إطار المجتمع الأكبر، وحماية حقوق الأقليات المتنوعة ثقافياً وعرقياً، وتعمل على وضع قوانين تعترف مثلاً بحق المسلمين في ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وحق الهندوس السيخ في ارتداء العمامة أثناء قيادة الدراجات البخارية، لكن تلك السياسات لم تمر دون معارضة، فبعض الجماعات المتطرفة، ومن بينها جماعات «النازيون الجدد» يرفضون تلك الإجراءات التي تقنن وضع الأقليات، وذوي الثقافات المختلفة داخل المجتمعات الأوروبية، وتعتبره تعدياً على نقاء العرق الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق