أيام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية في اسرائيل ، والمنافسة بين مختلف الأحزاب الصهيونية تشتد وتبلغ اوجها من أجل الحصول على عدد أكبر من المقاعد لتشكيل الحكومة القادمة ، وكل التوقعات تشير إلى أن الليكود بزعامة بيبي نتنياهو سيحقق الفوز وسيتولى من جديد منصب رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة العتيدة ، التي ستكون اكثر يمينية وعنصرية من سابقاتها .
وفي الوسط العربي تبذل القائمتان العربيتان قصارى جهدهما لإقناع الجمهور العربي بالخروج للتصويت ، وتتوسلان له بالمزيد من الدعم ، وذلك تحت شعار اسقاط اليمين .
وباعتقادي المتواضع أن الخطاب الانتخابي والسياسي للقائمتين اللتين كانتا تشكلان المرحومة ” القائمة المشتركة ” لم يرتق إلى المستوى المطلوب . ورغم الاقتراب من يوم الانتخابات فحالة الفتور واللامبالاة مستمرة ، ودعوات المقاطعة أو الامتناع عن التصويت متواصلة أكثر ، وكما قال الباحث نهاد علي فأن حزب المقاطعة هو الأقوى هذه المرة ، وهذا ناتج طبعًا من خيبة الأمل من تفكيك القائمة المشتركة التي شكلت حلمًا طال انتظاره ، ومن الصراع على المقاعد والكراسي ، ما أدى إلى النفور الشعبي والأزمة القائمة بين الناس والاحزاب وقياداتها . وما زال السؤال المطروح : من شق القائمة المشتركة ؟؟!.
وإزاء هذا الوضع فإن التوقعات أن النتائج ستكون مخيبة للآمال ، بانحسار ونقص التمثيل العربي ، ولربما ان احزابًا عريقة لن تجتاز نسبة الحسم ..!
من جهة أخرى فان حزب ” ميرتس ” الذي رشح عربيين في المقاعد الاولى سيزيد حصته وسيحصل على أصوات من الوسط العربي رغم كونه حزبًا صهيونيًا ، والتوقع أن يحصل على 6 مقاعد .
وعليه فمن نافلة القول ، أن الاحزاب والقيادات في الشارع العربي تتحمل المسؤولية عن حالة الإحباط وخيبة الامل والفتور الحاصلة في هذه الانتخابات ، وذلك نتيجة الصراعات على المقعد البائس ، الذي تناوب عليه عدد من الأعضاء لعدة شهور ، وما تلا ذلك من انشقاق وخلافات ، وما رافق تشكيل القوائم عشية تقديمها ، وما نتج من زواج غير شرعي بينها .
وبكل أسف أٌقول ، أنني منذ وعيت على هذه الدنيا ، لم أرَ حالًا انتخابيًا في بلداتنا ومدننا العربية مثل هذا الحال ، ويكاد لا يوجد جو انتخابي . وفي الماضي كان الجمهور هو المحرك والدينامو في الانتخابات ، بينما في هذه الانتخابات باتت القيادات والأحزاب تتوسل للجمهور كي يخرج للتصويت .