الرئيسية

تقرير| الربيع في غزة.. أمطَر تصعيداً فهل يثمر اتِّفاقاً؟!

يشهد قطاع غزة منذ حوالي 6 أشهر عدة جولات تصعيدية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تتعدى نطاق الفعل ورد الفعل مع الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة بقطاع غزة، بالتزامن مع جولات سياسية مكوكية محلياً وعربياً ودولياً داخل القطاع وخارجه، ودخول حركة “حماس” بكامل ثقلها السياسي غرفة الحوار المصرية وفتح ملف “التهدئة مع الاحتلال وكسر الحصار”.

اتسمت تلك المرحلة بأكثر من حراك اقليمي ودولي موزع بين مصر والأمم المتحدة وقطر في محاولة جادة لرأب الصدع بين طرفي الاتفاق “حماس – إسرائيل” والمقاربة بينهما لاسيما وأن ملف المصالحة أُغلق حالياً بسبب استمرار سياسة الإجراءات العقابية من قبل السلطة لتقويض حكم “حماس” بغزة، وأثر ذلك بشكل كبير على المواطن اقتصادياً وزاد من أعباءه الحياتية بشكل كبير، إضافة إلى تبادل التصريحات الهجائية بين الطرفين “فتح – حماس”.

ولعل ما يبرز نتائج الزيارة الأخيرة للوفد المصري مطلع مارس الجاري، تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خلال مشاركته في الجمعة الـ51 من مسيرات العودة من مخيم العودة “ملكة” شرق مدينة غزة، الذي أكد فيه استمرار المسيرات حتى تحقيق أهدافها، مضيفاً “على المحتل أن يفهم الرسالة؛ وإلا فالقادم أصعب، وعلى جميع الأطراف أن تتحمل مسؤولياتها”.

وتتخوف “إسرائيل” من حجم الاستعدادات التي يمكنها ملاقاتها خلال مليونية الأرض والعودة التي ستكون يوم السبت في الثلاثين من مارس المقبل، فيما تشير تقارير إعلامية عربية باشتراطها وقف فعاليات الإرباك الليلي ومسيرات العودة لإتمام اتفاق التهدئة مع غزة ووقف التصعيد المستمر وهذا ما لم تقبله “حماس” دون الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى.

وفي سياق ذلك، رصدت الوكالة الوطنية للإعلام أراء عددٍ من المحللين السياسيين بغزة من خلال صفحاتهم الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مع الأخذ بالاعتبار إلغاء الوفد المصري زيارته للقطاع بسبب استمرار جولة التصعيد حتى صباح اليوم الثلاثاء دون الافصاح عما يحمل في جعبته بعد مكوثه ليوم كامل في تل أبيب.

ويرى المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن شكل الرد الإسرائيلي يعتمد على سياسة الضجيج الإيجابي ويوحي بضخامة الرد دون أن يندفع نحو أي معركة تكتيكية، مؤكداً استغلال “نتنياهو” لذلك إعلامياً لدعم حملته الانتخابية والرد على خصومه في السياسة.

ويوضح سويرجو أن بهذه الطريقة قد لا يكسب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيء إلا أنه لن يخسر شيئاً أيضاً، متابعاً “وسيبقى رصيده ما حققه في الولايات المتحدة من ظهور اعلامي قوي كبطل صهيوني يحرر الجولان بأوراق اعتماد امريكية كما ادعى”.

ويتابع: سيكون هناك كثير من الضجيج والغبار يستر عورته التي كشفتها عملية التآكل التدريجية لقوة الردع الاسرائيلية لحين الانتهاء من معركته الانتخابية.

وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قد كشفت أن إسرائيل متخوفة بشكل جدي مما قد يشكله الوضع الاقتصادي واجراءات السلطة بحق غزة من أثر أمني عليها، مشيرةً إلى أنه في حال تم تصعيد خطوات الرئيس بغزة فمن الممكن أن تشتعل الحرب.

كما ويقرأ المحلل السياسي ناجي الظاظا مشهد الصاروخ الذي أصاب شمال تل أبيب من خلال عدة تساؤلات أولها القبة الحديدية وقدراتها الفعلية في صد هجمات متتابعة في ظل عدم اعتراضه على صاروخ واحد الليلة، وقدرة الاستخبارات الاسرائيلية على التنبؤ الدقيق بما تفكر فيه المقاومة الفلسطينية وتخطط له في حال تجاوز حالة الفعل ورد الفعل كما كان عليه الحال منذ عدوان 2014.

ويستمر الظاظا متسائلاً عن قدرة الردع للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية في ظل تقديرات سياسية وأمنية تتحدث عن أن أي حرب على غزة لا يمكنها أن تحقق أهداف استراتيجية في وقف المقاومة أو إنهائها سياسياً.

ويضيف “يجب أن لا نتجاهل أن غرفة العمليات المشتركة هي نتاج جهد طويل للتنسيق بين 13 فصيل مقاوم في غزة وأنها جميعاً ترى أن تلكؤ الاحتلال في تنفيذ التزاماته تجاه قطاع غزة كما نصت التفاهمات يجب أن يدفع ثمنه قبل الانتخابات الإسرائيلية في 9 إبريل القادم”.

ورفض الجانب الإسرائيلي تبريرات “حماس” بأن الصاروخ الذي أطلق صباح أمس على تل أبيب كان عن طريق الخطأ، واستدعى الآلاف من عناصر الاحتياط غالبيتهم في سلاح الجو للرد على ذلك، مما أشعل الموقع بضرورة الرد على القصف الإسرائيلي.

فيما يناقش المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي بناء تصور بشأن توجهات إسرائيل إزاء غزة بعد إطلاق الصاروخ، ومصالح نتنياهو السياسية في شقها الشخصي أيضاً.

ويوضح النعامي أن إجراء الانتخابات في الوقت الحالي في ظل قرار بتوجيه لوائح اتهام ضده وتفجر قضية “الغواصات” التي تعد أخطر قضايا الفساد منذ نشأة الاحتلال على أرض فلسطين، لن يخدم مصالح نتنياهو.

ويتساءل: هل يستغل نتنياهو إطلاق الصاروخ لشن عمل عسكري كبير يبرر تأجيل الانتخابات، بحيث تجرى الانتخابات في ظروف مريحة من ناحية سياسية له؟، قائلاً: الإجابة على هذا السؤال صعبة، على اعتبار أن نتائج الحملة العسكرية يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، بحيث تفضي إلى المس أكثر بمكانته كما حدث في حرب 2014، مشيراً إلى ورود احتمالية لذلك.

يذكر أن مصدراً في الغرفة المشتركة أكد للوكالة الوطنية للإعلام، أن الجهود المصرية نجحت في الوصول إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، يبدأ في تمام الساعة 10:00 من مساء أمس الاثنين، إلا أن جيش الاحتلال لم يتوقف عن استهدافه لمناطق متفرقة في القطاع.

والجدير بالذكر أن جيش الاحتلال أعلن في بيان له استهداف العشرات من الهجمات خلال الـ 24 ساعة الماضية   بعد إعلان حركة “حماس” التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بجهود مصرية على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، وموافقتها ما دام الاحتلال ملتزماً بالهدوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق