كل الاتفاقيات السياسية التي وقعت بين العرب والقوى المعادية قديما وحديثا هي اتفاقيات مجحفة لا تعبر عن آمال وطموحات الشعوب العربية في الحرية والاستقلال الوطني الحقيقي بقدر ما كانت تعبرعن مصالح معسكر الأعداء .. أول الاتفاقيات المعادية كانت اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بلاد الشام ومهدت الطريق لاغتصاب فلسطين الجزء الجنوبي من سورية الطبيعية وإقامة الكيان الصهيوني العنصري وكانت هذه الاتفاقية المشؤومة بداية لحالة التجزئة السياسية الممنهجة التي شوهت طبيعة المنطقة المتجانسة حضاريا .. حديثا شكلت اتفاقية كامب ديفيد بداية الانهيار للجدار العربي أمام المشروع الصهيوني حيث تم الاعتراف بشرعية كيانه العدواني الفاشي الغاصب وجاءت اتفاقتي وادي عربة وأوسلو لتكمل الطريق نحو تمدد الاعتراف بشرعية الكيان خلافا للحقيقة التاريخية والحضارية ولتفسح المجال لهرولة عربية تطبيعية غير مسبوقة .. هكذا كان ثمن هذه الاتفاقيات السياسية المجحفة بالحقوق القومية العربية هي ما يعانيه شعبنا الفلسطيني الآن من اغتصاب واحتلال ومخطط تصفوي يحاك في واشنطن وتل ابيب وبقبول عربي لم يعد خافيا بعد فراغ هائل في الساحة العربية من قيادات قومية وثورية تاريخية وايضا من قوي ثورية فاعلة لها التفافها الجماهيري كما كان الحال أيام المد القومي في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي …