(نحو منهج تربوي تعليمي في مواجهة مظاهر التخلف )
الطفرة الهائلة في مجال التعليم في الوطن العربي وفي مجتمعنا الفلسطيني بالخصوص لم تحقق الأهداف المنشودة منها فبقت ذهنية الانسان العربي قاصرة عن مجاراة نتائج ما احدثه التقدم العلمي والتكنولوجي من أثر على السلوك والتفكير الإنساني فظلت مظاهر التخلف واضحة في الحياة اليومية من انتشار مظاهر العنف والغش والرشوة والمحسوبية والانتهازية والوصولية والنفاق والكذب والسرقة وانتعاش الفكر الطائفي والخرافي والتعصب الاقليمي والجهوي والقبلي والعائلي و …ومظاهر كثيرة لا تعد ولا تحصى أصبح يتسم بها واقعنا العربي السياسي والاجتماعي وتمارسها كل الفئات الاجتماعية وغالبية الأحزاب والحركات السياسية ..كل ذلك لا بد من مواجهته بمنهج تعليمي تربوي تقدمي بعيد عن عملية التلقين والتلقي لأحداث ثورة عقلية لأن الصلة وثيقة بين التربية والتعليم وبين التقنية الحديثة والتعليم لا يحقق أهدافه المنشودة إلا في اطار من حرية العقول والعقل العربي لا ينهض إلا إذا توفر له حرية الانطلاق والتعبير والتعليم المطلوب للواقع العربي هو الذي يخلق إنسانا حضاريا في سلوكه وتفكيره لا التعليم الذي يكرس مظاهر التخلف والعنف والتعصب ويؤدي إلى تخبط الإنسان في الفوضى الفكرية والسياسية …
