شانتابرم مالابرم / كيرالا: في أجواءٍ روحانيةٍ عابقةٍ بالمحبة النبوية، أقام جناح التربية في منظمة البنات الإسلامية (GIO) بالجامعة الإسلامية فعاليةً مميزة حملت عنوان “خير الورى”. كان هذا اللقاء فرصةً لتجديد الصلة بسيرة الرسول الأعظم ﷺ، والنهل من معين الشعر والمديح الذي سطّره الأدباء على مر العصور تعبيراً عن المحبة والوفاء.
افتُتحت الفعالية بباقة من الأناشيد قدّمها الأستاذ ك. محمد شافعي، حيث أتحف الحاضرين بأشعاره المالايالامية التي نظمها في مدح الرسول الكريم، كما صدح بألحان عربية وأردية مزجت بين الأصالة والتجديد. وقد ترك أداؤه أثراً عميقاً في نفوس المستمعين، إذ جمع بين قوة المعنى وجمال النغم.
ثم تلا ذلك الأستاذ عبد الكريم ك.، الذي اصطحب الجمهور في رحلة عبر الزمن إلى عصور المدائح النبوية الكلاسيكية، منذ أيام الرسول ﷺ وحتى فترة عمر القاضي. ولم يقف عند حدود النقل فحسب، بل قدّم قراءة نقدية جديدة لقصيدة البردة للبوصيري، مبيّناً ما فيها من مواضع تحتاج إلى المراجعة، ومقدّماً ردّاً شعرياً يعبّر عن موقفه المتوازن. لقد كان طرحه يجمع بين احترام التراث ووعي الناقد.
أما الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ الندوي فقد اختار زاوية فريدة للحديث، إذ أبرز حضور النبي ﷺ في إبداعات شعراء غير مسلمين بالهند وبلاد الشام، فاستعرض نصوصاً بالأردية والعربية، كتبها أدباء من ديانات مختلفة، مؤكداً أنّ محبة الرسول تتجاوز الحدود الضيّقة وتنعكس في الضمير الإنساني على اختلاف الأوطان والمشارب.
وقد تميّزت الفعالية بمشاركة واسعة من طالبات وأساتذة الجامعة، فكان الحضور أشبه بمجلس أدبي علمي وروحي، جمع بين جمال الفن ورسوخ المعرفة. ومع حلول الساعة السادسة والربع مساءً، أسدل الستار على هذا الملتقى المبارك، تاركاً في القلوب شعلةً من الحب والاعتزاز بخير الورى ﷺ.
