اخبار العالم العربي

جيش الاحتلال يوسع حفرياته على حدود غزة بحجة البحث عن الأنفاق

وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، من عمليات الحفر، التي يقوم بها منذ أشهر على حدود قطاع غزة، قرب السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة، بحجة البحث عن أنفاق المقاومة الفلسطينية.

ويتخوف سكان الحدود والمزارعين، الذين احجموا عن الزراعة مؤخرًا في بعض المناطق القريبة من السياج الحدودي، خشية أن تكون تلك التحركات لجيش الاحتلال، مقدمة لشن عدوان على المناطق الحدودية، بحجة تدمير أنفاق المقاومة، كما حدث في مرات سابقة، شرقي خان يونس، عندما تم اكتشاف نفقين.

وذكر مراسلنا، نقلاً عن مصادر أمنية، أن جيش الاحتلال، كثف من عمليات الحفر، في الأسابيع الأخيرة، على طول السياج الحدودي، شرق قطاع غزة، من بلدة بيت حانون شمالاً حتى مدينة رفح جنوبًا.  

ولفت مراسلنا إلى أن جيش الاحتلال أنزل معداتٍ حديثة بأعداد كبيرة على طول السياج الحدودي من الداخل، تتمثل في “حفارات (بواقر)، وقواديح، وكونتينرات كبيرة الحجم”، مشيرًا إلى الدفع كذلك بمعدات أخرى حديثة، تُرى لأول مرة.

ونوه إلى أن الحفريات تشمل مناطق واسعة من السياج الحدودي، وتابع ” في رفح (تنتشر عشرات الحفارات ومعدات الحفر الأخرى من موقع صوفا شمالاً حتى كرم أبو سالم جنوبًا)، وفي خان يونس (قرب موقع الفراحين شرقي عبسان، وموقع النجار شرقي بلدة خزاعة، وقرب موقع أحراش كيسوفيم شرقي بلدة القرارة)”..

وواصل المراسل “كذلك شرقي المحافظة الوسطى (شرقي بلدة جحر الديك)، وشرقي مدينة غزة (محيط موقع ناحل عوز شرقي حي الشجاعية، وموقع ملكة شرقي حي الزيتون)، وشمال القطاع (قرب الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون)..”، لافتًا إلى أن أعمال الحفر تتم بمساندة كبيرة من قوات الجيش، خشية تعرضهم للاستهداف من قبل المقاومة الفلسطينية.

ونوه إلى أن أنه يُلاحظ انتشار أعداد كبيرة من القناصة خلف السواتر الترابية، والمواقع والثكنات العسكرية، علاوة على تمركز بعض الأليات المدفعية، التي توفر الحراسة الأمنية لتلك القوات العاملة على الحدود، منوهًا إلى وصول متتالي وبشكل شبه يومي لقيادات عسكرية، ومستوطنين، للاطلاع على عمليات الحفر.  

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، قال الثلاثاء قبل الماضي، إن 100 آلية هندسية تبحث عن الانفاق على حدود غزة، وأن الموضوع يقف على رأس اهتمامات الجيش.

ونقلت “إذاعة الجيش الإسرائيلي” عنه قوله في مؤتمر في هرتسليا: “نحن نبذل الكثير من الجهود الخفية عن العين في غالبيتها، لدينا القدرات المتطورة في العالم، ولا يزال أمامنا الكثير من التحدي، نحن لا نسمح لحقيقة وجود هدوء في الجنوب بأن تخدعنا”.

وازداد الحديث الإسرائيلي عن “الأنفاق” عقب إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نهاية الشهر الماضي، عن استشهاد سبعة من عناصرها أثناء عملهم بترميم نفق شرقي غزة، واستشهاد عدد أخر بحوادث مماثلة وسط وجنوبي قطاع غزة.

وجاء هذا القرار بعد نشر وسائل إعلام إسرائيلية، تقارير من داخل المستوطنات والكيبوتسات القريبة من حدود قطاع غزة، توضح مدى تخوف سكان الجنوب، من حفر المقاومة للأنفاق، وتفيد بسماعهم لصوت حفريات أسفل منازلهم، ومطالبتهم للجيش بالتدخل.  

وكان الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية “أبو مجاهد” قال في معرض رده حول التهديدات الإسرائيلية والتصريحات المتصاعدة بشأن تعاظم قوة المقاومة في غزة: إن “الاحتلال وقادته في تصريحاتهم عن موضوع المقاومة مؤخرًا خاصة الأنفاق، هي محاولة يائسة وبائسة للحصول على معلومات؛ هذه المعلومات مرتبطة بقلة المعلومات الأمنية لدى الاحتلال عن الأنفاق”.

وأضاف أبو مجاهد “لذلك يريد الاحتلال من المقاومة أن ترد للتوضيح بمعلومات عن هذه الأنفاق أو غيرها”، مشيرًا إلى أن المقاومة يقظة في التعامل مع الاحتلال وتصريحات قادته، ولا تريد أن تعطي أي كلمة حول هذا الأمر، تُحسب بمضمونها معلومة أمنية يستفيد من خلالها في حربه وصراع الأدمغة مع المقاومة”.

واستبعد محللون سياسيون ومختصون في الشئون الإسرائيلية، أن تقدم إسرائيل على عدوان واسع على قطاع غزة، على غرار الإجراءات التي تقوم بها داخل الحدود، في الوقت الذي رجح فيه ضباط في جيش الاحتلال أن يقوم الجيش بضربة استباقية لغزة، لمنع أي هجوم من قبل المقاومة.  

مقالات ذات صلة

إغلاق