الرئيسية
36 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا
يصادف اليوم الأحد، 16 أيلول/سبتمبر، الذكرى الـ36 لمجزرة مخيمي اللاجئين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها قوات اليمين اللبناني المُتطرف بتغطية ودعم قوات الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة وزير الجيش أنذاك أريئيل شارون، ورئيس أركان الجيش رفائيل إيتان.
وبدأت المجزرة في صباح السادس عشر من سبتمبر عام 1982، وهو العام التي اجتاحت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لبنان، حيث استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير.
واستمرت هذه المجزرة لمدة 3 أيام قام خلالها حزب الكتائب اللبناني وميليشيا “جيش لبنان الجنوبي” بقيادة إيلي حبيقة وسعد حداد، بذبح الرجال والنساء والمسنين والأطفال العُزل بالسلاح الأبيض واغتصاب النساء، مما أدى إلى استشهاد عدد يتراوح ما بين 1500 إلى 3500 فلسطيني.
صدر قرار تلك المذبحة برئاسة وزير الجيش آنذاك آرييل شارون ورئيس أركان الحرب الإسرائيلي في حكومة مناحيم بيغن رافايل إيتان، فقام الجيش الإسرائيلي ترافقه المجموعات الانعزالية اللبنانية وما سمي جيش لبنان الجنوبي بإطباق الحصار على مخيمي صبرا وشاتيلا ودخلت ثلاث فرق إلى المخيم، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلا بلا هوادة.
قتل الجيش في تلك المجزرة أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب في ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألما لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، أحكمت خلالها الآليات الإسرائيلية إغلاق كل مداخل النجاة إلى المخيم، فلم يسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر.
استفاق العالم حينها على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية ليجد جثثا مذبوحة بلا رؤوس و رؤوسا بلا أعين و رؤوسا أخرى محطمة، وجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني والمئات من أبناء الشعب اللبناني.
وكانت المجزرة ردا إسرائيليا على صمود المقاومين الفلسطينيين في المواجهة ضد قوات الاحتلال في بيروت الغربية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار كانوا يقاتلون فيها جنبا إلى جنب مع اليسار الوطني اللبناني، وأوقعوا خسائر بصفوف أعدائهم الذين حاولوا اقتحام المدينة إلا أنهم لم ينجحوا بالسيطرة عليها إلا بعد موافقة المقاومين على الخروج من المدينة.
ولم يمضي سوى ثلاثة أسابيع على خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت، حتى ذهبت قطعان المليشيات اللبنانية المسيحية المتطرفة لارتكاب مجزرتها في صبرا وشاتيلا بتنسيق مع حلفائهم الإسرائيليين.
وفي 1 نوفمبر 1982 أمرت حكومة الاحتلال المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وفي 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الجيش الإسرائيلي أرييل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة، فرفض أرييل شارون قرار اللجنة واستقال من منصب “وزير الجيش”.
وفي 16 ديسمير 1982 دان المجلس العمومي للأمم المتحدة المجزرة ووصفها بالإبادة الجماعية.