مكتبة الأدب العربي و العالمي

من مخطوطات شن المفقودة المخطوطة السادسة

أمين أسعد زيد الكيلاني (شن)

يقول الراوي :-
بعد أن لملمت طبقة شظايا روحها وصاغت هيكلها وسبكته سبكا متينا،يفيض فرحا بلقائها شن الذي أرادت أن تراه.لكنها تركت لشن بعد اللقاء قرب اﻷنين صدى الكلمات يغردها شن بلسانه الطلق.
جمع شن جذاذه،وآستأنف سيره نحو الرها،ممتطيا صهوة الحبور تارة ومعتليا متن السرور أخرى.وما بين الواق واق وما بين الرها،تعثر شن بظله الذي أراد أن يستظل به.فحط رحاله.وجمع سحبا من غيم ماضيه القريب،وحلب منها قطرات متفرقات.وألقحهن من ريحه،فحملن ووضعن شعر قريحه.وجاء المخاض من مدخرات قريضه في ساعة العسرة.
داخل شن احساسه الذي ﻻ يخبو جمره.ان فراق طبقة وشيك.وأن طبقة ستمطره أعذارا من غيث نيسانها لنسيانها.ويقبل شن ذاك الغيث ويغتسل به،كي يستر به عبراته المنحدرات على خده اﻻسيل.ويطلق عنان ابتسامة المهزوم المرتدي سربال النصر.ثم يلتفت الى اﻷنين الجميل المنبعث بعثا أتيا.ويفيض لسانه بلوعة شوق وصبابة عشق.ويستحضر قريضه من مدخره،فينشده بصوت شاد.ليجعله في قلب شادن.ثم يهيم بقوله:-
أشقيت نفسك يا شنين صبابة
ما كان شن أن يكون شقيا
أطباق جودي إن كرمت بنظرة
فيها سﻻم يا طباق مليا
إن لو خشيت مخافة من ﻻئم
كفي التطلع وآجعليه عميا
غضي العيون تجنبا من حاسد
تكفي اﻷشارة يا طباق خفيا

يستأنف الراوي قوله قائﻻ في دلف.
ولما بسط غراب البين سواده،وقد لملم يمام السلم بياضه،سكبت طبقة دواتها.وجفف شن مداده.وترمل اليراع.وثكل الكاغد.وخرج من ظلمته الرق(بفتح الراء).وتحرر من عبوديته الرق(بكسر الراء).ازر شن قريضه في جحر ذاكرته جراحا.وآستنهض من ألحانه صوتا صداحا.وآستفاض من قريحة المعصرات لديه ماء قراحا.ومزج جمعا بين اللسانين حسب مزاجه.وروى الروي ريا على لسان حاله.ثم يحيله على لسان طبقة في توه وحاله.فيفيض فيض الشعر كوابل بماء منهمر.ويحمل غربته على ذات الواح ودسر.وذلك من خيال له كان قد قدر. فيرتل بلسانه وهو من الم الفراق يعتصر.

قالت طباق ودمع العين مختنق
في مقلتيها،وكاد الدمع ينهمر
يا شن إني بصب الروح هائمة
والروح ثكلى،وروح الروح تحتضر
إني ﻷني لدى قوم علوا عللا
علياء صب على صب فتنحدر
يا شن حاذر،فإن القوم قد عزموا
مكرا شديدا،فبئس القوم إذ مكروا
ﻻ تتركن طباقا إذ نوت سفرا
يا شن أيقظ فؤادا سفره السفر
يا عاذﻻ،لومكم للصب من حسد
شن رأى في طباق ما رأى بشر

أمين أسعد زيد الكيﻻني(شن)
عاره – قضاء حيفا- فلسطين
الثﻻثاء-18/6/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق