اقلام حرة
ربي خلقتني وأحسنت تكويني وزدتني شرفا فجعلتني فلسطيني بقلم: د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
ربي خلقتني وأحسنت تكويني وزدتني شرفا فجعلتني فلسطيني
سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل .. فلسطينية كانت ولم تزل! (محمود درويش)
(هوية فلسطين قيثارة يفوح منها الإصرار)
(يا قدس يا منارة الشرائع، يا طفلة جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك يا مدينة البتول، يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع.. حزينة مآذن الجوامع.. فلسطين عربيّة والقدس لنا) نزار قباني
(بكيت .. حتى انتهت الدموع … صليت .. حتى ذابت الشموع … ركعت .. حتى ملني الركوع…سألت عن محمد ، فيك وعن يسوع… يا قدس ..، يا مدينة تفوح أنبياء …يا أقصر الدروب بين الارض والسماء)(نزار قباني)
كانت ولا زالت تتمتع فلسطين بتنوع جميل ، فتنوعت تضاريسها ، فرسمت الجبال والسهول والصحاري والأغوار خارطتها بروعة وعناية ، وتسلسل التاريخ والحضارات بانسياب بين حقب ازمنتها ، فدخلها الفرس والروم والصليبيون ، وعمر في حضارتها وأثارها الفاطميون والأمويون والعباسيون ، وهبط فيها الرسل والأنبياء ، وباتت قبلة المصلين والمؤمنين ، فهي مسرى محمد ومهد يسوع المسيح وقيامته عليهما السلام.
مدن فلسطين وقراها وحاراتها وشوارعها خير شاهد على تنوع انساني طائفي عرقي جميل ، بنوا وعمروا وعاشوا هنا في فلسطين ، جاؤا منذ زمن بعيد من قارات ومدن بعيدة، ليكونوا جزءً من حضارة عريقة، حضارة فلسطين، فعاش فيها الاقباط والارمن والتركمان والبهائيون والاحمديون والافارقة، وجاورهم الشركس والسريان والسامريون والدروز، وأحاط بهم الموارنة والغجر الروم والأكراد ، لكل منهم عاداته وتقاليده، ماضيه وحاضره ، ولكنهم هنا في فلسطين انصهروا فلسطينيين ، فيها عاشوا وأقاموا ، رابطوا ودافعوا.
ففي فلسطين من اي مكان جئت ومن اي بلد قدمت تشعر وللوهلة الأولى انك في موطنك، ففلسطين بتنوعها وبهائها تجد فيها من كل حضارة قبس، ولكل ديانة فيها نفس، فالمساجد والكنائس تتعانق، ولمختلف الاطياف والاعراق فيها مقام، فالزوايا والتكايا والاديرة والمدارس لكل الطوائف والاعراق، لا طائفة تتعدى على اخرى، ولا عرق يزاحم آخر، ففلسطين وحدها رغم صغر مساحتها، وانتهاكات المحتل فيها، كانت ولا زالت وستبقى مهبط الانبياء، ومهد الحضارات.