مقالات
بوادر صراع داخلي شرس في إيران
“قلق في طهران: يصادرون أموال الحرس الثوري”، عنوان مقال إلفيرا كوكايا، في “غازيتا رو” عن الطريقة التي سترد فيها طهران على الدعوة إلى إلغاء “الاتفاق النووي” معها.
وجاء في المقال: تتحدث إدارة دونالد ترامب بشكل متزايد عن ضرورة استئناف العقوبات ضد إيران.
ووفقا لسيرغي ديميدينكو، الأستاذ المساعد في معهد العلوم الاجتماعية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم والتكنولوجيا، فإن إجراءات ترامب لا تمليها اعتبارات السياسة الخارجية، إنما الاعتبارات السياسية الداخلية. فترامب شخصية خارج المنظومة، وهو مضطر لبناء خط يلبي تصور أولئك الذين انتخبوه عن العالم. “وهو في الوقت نفسه، يفهم أنه لا ينبغي شد العصا أكثر مما يجب”.
وفي السياق، يرى الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، فلاديمير ساجين، أن كل شيء، في هذا الوضع، يعتمد على الاتحاد الأوروبي. فالأوروبيون مهتمون جدا بالسوق الإيرانية، لكن إذا وضعتهم الولايات المتحدة أمام خيارين “إما أعمالهم في إيران أو في الولايات المتحدة” فإنهم سيختارون بالطبع الولايات المتحدة.
ومع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي غير المستقر الذي أدى بالفعل إلى احتجاجات جماهيرية، فإن طهران ليس لديها مجال كبير للمناورة.
وأضاف ديميدينكو أن طهران تعرف عدم وجود عنصر أجنبي في الاحتجاجات، ومع ذلك فلا تستطيع القول: “نعم، لقد أوصلنا البلاد إلى حالة خرج فيها الناس إلى الشارع للاحتجاج”.
ويضيف المقال أن الاحتجاجات الجماهيرية أدت إلى أن أمر علي خامنئي ببدء خصخصة جزء من ممتلكات حرس الثورة الإسلامية، وهو تشكيل نخبة تابع مباشرة لآية الله. وبحسب خامنئي، يجب على الحراس الذين يسيطرون على ثلث الاقتصاد الإيراني أن يتعاملوا مع مهمتهم الرئيسية – تعزيز “الثورة الإسلامية”، وقال إن الأعمال التي يملكونها “غير ملائمة”.
ووفقا لديميدينكو، سيكون على الحرس الثوري الإيراني التخلي عن جزء من الأعمال الخاضعة للرقابة، دون مساءلة. ولكن، طالما التفتوا إليهم فهذا يعني أن الأمور في طهران ليست هادئة تماما. ويعني أن الوضع مع الاقتصاد جدي إلى درجة بعيدة.
ويوضح ساجين من معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم أن الحرس الثوري الإيراني دولة داخل الدولة، وبنية اقتصادية جبارة. لذلك، فإن المواجهة ستكون شرسة، فلن يسلموا ببساطة المال والنفوذ.
المصدر :غازيتا.رو