أخبار عالميه

كوريا الشمالية تتحدى العالم.. والأخير يكتفي بالتنديد

تسابقت عواصم غربية عدة، الأحد، للتنديد بتجربة كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية، ودعت إلى اتخاذ خطوات “رادعة وحازمة”، في ظل تصاعد وتيرة التجارب الصاروخية والنووية لبيونغ يانغ في الآونة الأخيرة.

فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسرة الدولية، للتحرك “بأكبر قدر ممكن من الحزم” بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، التي اعتبر أنها تشكل “مساسا بالسلام والأمن”.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن “رئيس الجمهورية يدعو أعضاء مجلس الأمن الدولي للرد بسرعة على هذا الانتهاك الجديد للقانون الدولي من قبل كوريا الشمالية”.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها مطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة”.

وأضافت أنه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”.

ووصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة بأنها “مؤسفة جداً”، وقال إنها تنم عن “استهتار كامل” بطلبات الأسرة الدولية المتكررة.

وأعلنت بكين أنها “تدين بشدة” التجربة النووية الكورية الشمالية، داعية في الوقت نفسه بيونغ يانغ إلى “الكف عن تصعيد الوضع” عبر “مبادرات لا تخدم مصالحها”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن كوريا الشمالية “تجاهلت المعارضة العامة للأسرة الدولية وأجرت تجربة نووية جديدة”، مؤكدة أن “الحكومة الصينية تعبر عن معارضتها الثابتة وتدين بشدة” هذا العمل.

وقالت كوريا الجنوبية إن التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية ينبغي مواجهتها “بأقوى رد فعل ممكن”، بما في ذلك فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة “لعزل البلد تماما”.

وقال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونغ يوي-يونغ في إفادة صحفية، إن سول وواشنطن ناقشتا أيضا نشر أصول عسكرية استراتيجية أميركية في شبه الجزيرة الكورية.

القنبلة الهيدروجينية.. سلاح من الجحيم

قنبلة هيدروجينية

أكدت كوريا الشمالية، الأحد، أنها اختبرت “بنجاح كامل” قنبلة هيدروجينية مجهزة للتحميل على صاروخ باليستي عابر للقارات، الأمر الذي يسلط الضوء من جديد على هذا السلاح الأكثر فتكا والأخطر على وجه الأرض.

وقد أثارت كوريا الشمالية في يناير 2016 الكثير من الجدل في الساحة السياسية العالمية، عندما أعلنت عن امتلاكها قنبلة هيدروجينية، مما أنعش مخاوف عالمية بشأن خطورة هذا السلاح.

وتصنع القنبلة الهيدروجينية استنادا إلى تفاعلات كيماوية معقدة، تعتمد في الأساس على تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيماوية لعنصر الهيدروجين. وتعرف باسم “القنبلة الاندماجية” أو “القنبلة الحرارية”.

وينتج الاندماج النووي طاقة وحرارة تفوق بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووي، أساس صنع القنابل النووية العادية، مما يجعل تجربتها خطرا على الدول المجربة نفسها.

وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية. مما يعني أن استخدام هذه القنبلة في أي مكان كفيل بتحويله إلى جحيم.

أول قنبلة هيدروجينية

وقد سبق بيونغيانغ إلى مثل هذه التجربة، الولايات المتحدة الأميركية، حيث أجرت عام 1952 أول تجربة من نوعها لأول تفجير حراري نووي تحت اسم “القنبلة الهيدروجينية”.

ونجح الاتحاد السوفيتي السابق في تفجير أول قنبلة هيدروجينية في 12 أغسطس 1953، غير أن الأميركيين، فجروا في الأول من مارس 1954 قنبلة جديدة من هذا النوع.

وفي عام 1957، أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية ضمن جزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي.

قنبلة القيصر

وفجر الاتحاد السوفيتي عام 1961، أقوى قنبلة عرفتها البشرية، وحملت اسم “القيصر”، إذ بلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميغا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة.

وفي عام 1966 أعلنت الولايات المتحدة أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني، حيث استقرت في البحر على عمق 840 مترا، مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي.

من جانبها، أعلنت فرنسا عام 1968، أنها باتت قوة نووية خامسة، بعد أن فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانغاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفا قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.

مقالات ذات صلة

إغلاق