شعر وشعراء
هل تصدأ الأيام؟ /: صالح أحمد (كناعنة)
هل تصدأ الأيام؟
///
* ما أكثر الفضاءات التي لا تصلها الأوهام،
ولا يبصرها مَن أوى إلى ذاكرته المهزومة،
وأوهامه المطوية تحت إبط عباءته!
* تُرى؛ ما الذي جعل الهمّ يستوطن ملامحنا؟
ما الذي جعل الموت يجد متنفّسا له فوق مرابعنا؟
ما الذي جعل المآسي تفرغ تعبها فينا؟….
* كل الخُلاصات استُنفِذت… وها هو الطريق:
– في الكوفة لم يعد ما يصلك بروح أسلافك….
وقد جعل الغزاة الأشباح فيها ثمارا لوجودهم!
– في غزّة رأيت حجرا يحتضن صخرة…
والليل يُسَبّح…
والرمل عند الشطّ يهتف: “تولد معجزة!”
– في صيدا تسلّلت موجة مفعمة بالصّدى،
ألقت زبدها على الشّاطئ، بكت، وأوّبت الجبال معها:
“لم يأتني من البحر عذرٌ، فصبرا!”
– في الشّام ما زالوا يبحثون عن لغة،
والأفق يغصّ بذكريات المستعمرين،
والليل يتطاول في بعثرة ظلاله على مداخل المدن..
وعواصف الصّحراء تصرع رملها…
صوت الشّوارع يمتد إلى ما بعد الرّؤى والخيال…
مواكب الجنائز التي اغتالها الصّمت تمضي بوقار..
حيث تشمخ رؤوس حامليها…
ويستطيع الجار أن يهمس لجاره:
– متى تكف المدينة عن تدمير أحلام عاشقها؟
– متى يكف الأفق عن أن يكون خيط دم يتواصل بانتشاء…
وسجينًا لا يحلم إلا بالخلاص من لعنة الكلمة؟
وطفلة أرعشتها توترات السّهم حال الانطلاق؟
* تمضي بنا الأيام، والأيام لا تصدأ..
:::::::: صالح أحمد (كناعنة) ::::::::::