لم يبقَ لي
للعُمر ِمقتبلٌ لأحداقٍ نديهْ
في شَمْعدانِ الفَقْدِ ذاكرتيِ
تحاصرني
قبورُ اليتْمِ بالقِصَص الشجيهْ
كان الحضورُ على جدارِ القلبِ
بين مدائنٍ مأْسورةٍ
كان اخضرارُ الأرضِ
أشعلَ قُبْلةَ الأوطانِ في دمْع المَنونْ
روشانُ ، أضْنتني عُيونُ الموتِ
حُلْمٌ عابِرٌ
يحْكي ونحنْ به جميعاً عابِرونْ
لمّا يُهاجرُ من يُحَدِّثُ أو يقولْ
تتهامس الأسوارُ
عن موت الفصولْ
يا دمعةَ الأحزانِ أسقتني ردايَ
على شفاهِ القلبِ عادَ الليلُ
يمطرُ وحشتي
وإلى متى يمضي الرحيلُ على
رحيلكَِ
أنتقيهِ كعلقمٍٍ أُعطيهِ بعضَ قصائدي
وأضمُّ عيدَ الموتِ
يأبى أن يَضُمَّ إليه عُمري
أستجيرُ بمِعطَفِ الدمعِ الحَنونْ
يا دمعَ هاتيكَ الأماني الوادعاتِ
مضى الزمانُ ومقلتي وعدانِ من شغَفِ الوداعِ
وشعلتانِ على رمالِ الحزنِ
أشعِلُها من الجَزْرِ المَدى
وأضمُّ نَسْمةَ صُبْحكَ الماضي إلى أشجان ليلي علقماً …
صبحٌ بلا ماءٍ صديقي هزَّني
أُهدي تُماضِرَ مِنْ دمي سفَرَ الخلاصْ
هذا الحضورُ تأنقتْ أطيارُهُ الخضراءُ
سَجّل َفي تخوم الليلِ هذا الفصلَ
بين ندائهِ الدامي وبين الشوقِ
أكتشِفُ التناصْ
وأراهُ بين عناقِ صوتِ الحزن يكتبُ
في النوى رؤياهُ
ينشُرُها على حُدودِ الحُزنِ
يرسُمُها على حُدود السورِ
مِنْ عبَقٍ ومِنْ جُرحٍ شذاهْ
ما عاد يشفيني البكاءُ
وما بدأت ألمْلمُ الإيقاع في أوزانهِ
هتفَ الرحيلُ
ولم يُشابِهْ رِحْلةً أخْرى
ونهرُ الفقدِ يُجْري ذاتَها تلكَ المياهْ
.
.
# تراتيل المساء القابع وراء شطآن المنافي
شعر إيمان مصاروة
القدس