مقالات

الأسد لم يضرب غاز السارين على مدينة خان شيخون

لا ننكر بان الأسد قد أجرم في شعبه … ولكن دونالد ترامب قد أخدها ذريعة ليقوم بضرب سوريا

ترجمة خاصة لحدث

كان قرار الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” بإطلاق ضربات صاروخية على قاعدة للقوات الجوية السورية يستند إلى كذبة وفي الأيام المقبلة سوف يعلم الشعب الأمريكي أن جماعة الاستخبارات الامريكية عرفت أن سوريا لم تسقط سلاحا كيميائيا على المدنيين الأبرياء في إدلب. والتالي هو سرد للأحداث يوم مجزرة خان شيخون الاسبوع الماضي:

1. قام الروس باطلاع القوات الامريكية على الهدف المقترح وهذه عملية بدأت منذ أكثر من شهرين. حيث هناك خط هاتف مخصص يتم استخدامه للتنسيق بين الطرفين من اجل منع أي اصطدام قد يحدث بين القوات الامريكية او الروسية.

2. وقد اطلعت الولايات المتحدة بشكل كامل على ان هناك هدفا في ادلب يعتقد الروس انه مستودع للأسلحة والمتفجرات للمعارضة السورية.

3. قامت القوات الجوية السورية بإسقاط عدة صواريخ تقليدية على الهدف. وفي الوقت ذاته توفع جميع المشاركين في هذه العملية بمشاهدة انفجار ثانويا هائلا ولكن لم يحدث ذلك.  وبدلا من ذلك، بدأ الدخان، والدخان الكيميائي، يتصاعد من الموقع. وتبين أن المعارضة السورية قامت باستخدام هذا الموقع لتخزين مواد كيميائية فقط، وليس غاز السارين القاتل. وشملت المواد الكيميائية الفوسفات العضوية والكلور وبسبب شدة الارياح في ذلك اليوم انتقل الدخان الصاعد من المستودع الى القرى المحاذية له واوقعت الكثير من القتلة.

4. وكيف نحن نعرف انه لم يكن غاز السارين؟ الاجابة على هذا السؤال بسيط جدا. حيث عندما تعاملوا المستجدين الاوائل مع الضحايا وكما اظهرت الصور المتلفزة لم يكونوا يرتدون قفازات او أي بدلة مناسبة تحمي الشخص من غاز السارين. فإذا كان هذا غاز السارين فعليا لوجدت تلك المساعدين امواتا. فأحد ميزات السارين القاتلة انه يقتل الانسان مجرد لمسه للبشرة.

هناك أفراد من الجيش الأمريكي الذين كانوا يدركون أن هذه الضربة ستنفذ كما يوجد هناك تسجيل للحظة الضربة. على الأقل تعرف وكالة المخابرات الدفاعية أن هذا لم يكن هجوم سلاح كيميائي.

وقيام “دونالد ترامب” بضرب القاعدة الجوية الروسية “ردا على هذه المجزرة الكيميائية” شيئ يستحق السخرية في الواقع لان “ترامب” قام بانتقاد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لشن هجوم غير مبرر على العراق في عام 2003 والآن لدينا الرئيس “دونالد ترامب” يفعل الشيء نفسه ولكن بشكل اسواء لأن الاستخبارات لديها معلومات تبين أنه لا يوجد سلاح كيميائي أطلقته القوات الجوية السورية.

ملاحظة: هناك العديد من الذين انتقدوا الاستنتاج بأن الرئيس السوري بشار الأسد قام بقصف الناس الابرياء بالأسلحة الكيميائية.

المادة أعلاه هي للعقيد” باتريك لاند” وهو ضابط كبير متقاعد من المخابرات العسكرية الامريكية والقوات الخاصة بالجيش الأمريكي، وعمل في وزارة الدفاع على حد سواء كضابط خدمة ومن ثم كعضو في الخدمة وتم تدريبه وتعليمه كأخصائي في الشرق الأوسط من قبل الجيش الأمريكي وخدم في تلك المنطقة لسنوات عديدة. وهو من قدامى المحاربين في العديد من الصراعات الامريكية في الخارج بما فيها الحرب في فيتنام، وكان أول أستاذ للغة العربية في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في “ويست بوينت”  في نيويورك، كما انه مستشار ومحلل للعديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية.

مقالات ذات صلة

إغلاق