ثقافه وفكر حر
الحل بيد المرأة..ابتسام أبو مياالة
دعاء نوفل-رام الله: أنا أؤمن أن الحل بيد المرأة، فهي التي تلد الرجال وهي من يربيهم، وهي العروس التي عادة ما تبدأ حياتها معه بالحب وتعلمه كيف يعاملها”.
بهذه الكلمات البسيطة ذات المعاني الجميلة أنهت الكاتبة الفلسطينية الجميلة ابتسام أبو ميالة روايتها “رجال لا يعتذرون”، مؤمنة شديد الايمان بالمرأة وقدرتها في تحويل حياتها كيف شاءت.
ابتسام عزت أبو ميالة أديبة فلسطينية ذات رونق خاص، وذات قصة نجاحٍ استثنائيةٍ أيضاَ، ولدت عام 1960 لأسرة تتكون من اثنى عشر طفلا وطفلة هي السابعة بينهم، نشأت في أسرة متوسطة الحال، أعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي والدها وهدمت منزلهم وهي لا تزال في المدرسة،حيث اكتشفت موهبتها بالكتابة ،وبدأت بكتابة قصص قصيرة ، حاولت ان تنشرها الا ان الظروف كانت مختلفة في تلك الاونه فدور النشر كانت قليلة والنشر كان لاسماء معروفة فقط ، تزوجت في سن مبكر دون ان تكمل دراستها وبقي الحلم معها وهي تربي بناتها الاربعة وولداها حتى انهوا دراستهم الجامعية.
عادت ابتسام ابو ميالة سنة 2003 لتكمل دراستها في كلية المستقبل ، وحصلت على الدبلوم في ادارة الاعمال ثم عملت في الكلية التي تخرجت منها، بدعمِ ومساندةِ من زوجها السيد باسم حبوب، وبعد وفاته سنة 2007 قررت ترك العمل والتفرغ لعائلتها، حينها بدأت تتواصل مع أبناءها من جديد، واكتشفت أن الكثير من الأمور تتخالط عليهم، فقامت بخطوة يشهد لها العالم بها، كتبت كتاباً لأولادها يوضح لهم المفاهيم والأحداث التي لم يكونوا مدركين لها بالشكل الصحيح، وكانت هذه الخطوة، بمثابة أول رشفة من كأس النجاح، فبعد أن أحب أبناءها الكتاب، قامت أبنتاها بنشر الكتاب الاول في بيت المقدس للادب والنشر عام 2008 تحت عنوان الحب المحرم.
تبعها بعد ذلك رواية أخر الأبواب الموصدة 2011 والتي تعتبرها السيدة ابتسام من أهم كتبها، حيث قامت مؤسسة تامر بنشر وتوزيع الرواية وقد طبعت منها ما يقارب من 11000 نسخة وزعت منها على المدارس والجامعات والمكتبات، واخيرا قامت بنشر روايتها الجديدة بعنوان رجال لا يعتذرون، والتي تتحدث عن رجال مخيم جنين بشكل خاص وأنجازاتهم التي قاموا بها، وتتطرق من خلالها الى وضع المرأة في مجتمعنا مشيرة الى الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا، وغيرة زوجها من نجاحها والتي تدفعه للتنكيل بها.
وفي حديث مع السيدة ابتسام حول دور المرأة في المجتمع قالت: المرأة هنا مكافحة بكل تفاصيل يومها، فيوم المرأة الفلسطينية هو يوم سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي ، فهي أيضاً هذه الأيام تشارك الرجل حياته مناصفة في كل شيء، فالمرأة في بلادنا أصبحت محافظة وقاضية وناشطة سياسية وناشطة اجتماعية وغير ذلك الكثير، لكن هذا لا يمنع وجود فئات من النساء المهمشات اللواتي يعانين الأمرين في حياتهن، فقد أصبح عمل بعض النساء واجباً عليهن، فإما ان يصرفن على بيوتهن وأزواجهن، أو على أباءهم أو أخوتهم أو حتى أبناءهم.
وفي سؤالها عن واقع القوانين في البلاد قالت:” للأسف القانون يوضع بأيدي الرجال وينظر له من عيونهم، لذا لن يكون الحكم منصفا للنساء، فهناك بعض القوانين كقانون الخلع لا يحمل المرأة كامل حقوقها القضائية كونه يقتصر على حق المرأة في الخلع في الفترة الواقعة بين عقد القران والخلوة دون أن يشمل مرحلة ما بعد الزواج وهذا يشجع الزوج على متابعة ممارساته القهرية ضد الزوجة دون خوف من القانون”.
وقد اشارت فيما يتعلق بتحمل المرأة المسؤولية في بيتها، الى” ان المرأة أكثر تعلقا بالبيت والأولاد فهي أفنت عمرها في بناء هذا البيت وخروجها منه هو بمثابة نهاية للحياة، وقالت أن الحل هو أن تشترط الفتاة بالعقد الشرعي ان كانت عاملة او لها رأس مال أن تكون حرة التصرف في مالها حتى تتمكن من خلاله أن تساهم في مشروع أو تساعد نفسها في هذا المال ان احتاجت له يوما ما”.
وأضافت: وضع المرأة مختلف هذه الأيام، ففي السابق كان الرجل يخاف من الارتباط بامرأة متعلمة وعاملة لان ذلك في نظره يفقده السيطرة عليها ولكن ومع اختلاف الظروف وصعوبة العيش اصبح الان يبحث عنها لتساعده في متطلبات الحياة ، واصبحت الاسر تعلم فتياتها وتسمح لهن بالعمل مما اظهر بعض استقلال في شخصية المرأة في الجيل الحالي
وأشارت في حديثها الى بعض التحديات التي تواجه النساء في عملهن، قائلة: لا يزال بعض رؤساء العمل يفضلون الرجل في المهام الادارية وغيرها، وهناك أيضاَ تمييز ضد المرأة في بعض الأماكن.
وعند سؤالها عن” كيف من الممكن أن تدعم السيدة ابتسام المرأة” أجابت: أولا اتعرض لقضايا المرأة في رواياتي فبطلاتي في الروايات الثلاث مكافحات لهن مواقف ايجابية في الاعتماد على انفسهن لبقاء اسرهن ضمن مسيرة الحياة رغم صعوبتها ، ثم اني أشاركسيدة لطفية الحواري في اطلاق منتديات نسائية في محافظات وقرى الوطن ونعمل على خلق افكار بناءة للنهوض بالمرأة وبالتالي النهوض بالمجتمع واستجيب لاي دعوة للمشاركة النساء من خلال تجربتي الخاصة باطلاق تجاربهن الخاصة وأتابع نشاطات جمعية الصداقة الفلسطينية السعودية للحفاظ على التراث الفلسطيني المربوط بالأيدي العاملة النسائية.
وأنهت ختام اللقاء معها بالقول إنها كتبت مؤخراً فيلما يتحدث عن واقع الشعب الفلسطيني ومعانته على الحواجز وبشكلٍ خاص معاناة المرأة الفلسطينية، ويحمل هذا الفيلم عنوان ليلة على الحاجز للمخرج محمد الكرمي.