نشاطات

اسمعْ كلام الحكومة بقلم علي الشافعي

نقرّ ونعترف ـــ ايها السادة الكرام ـــ ونبصم بالعشرة نحن ابناء الشعب الاردني , اننا كنا نجهل فلسفة وثقافة تنظيم النسل , رغم تطبيل وتزمير الحكومات المتعاقبة , ولكننا ادركنا متأخرين اهمية هذه الثقافة , وانه كان علينا ان ننظم النسل , فنجعل فرقا زمنيا بين كل طفل واخيه , اربعة اعوام علي اقل تقدير . لماذا ؟ سأشرح لكم المسالة ورزقي على الله .
نحن شعب نحترم التعليم الجامعي ونقدره , ونحب الشهادة الجامعية , ونسعى جاهدين للحصول عليها مهما كلّف الثمن , ولو كان ذلك على حساب لقمة عيش اطفالنا . بعضهم يقول : بعضنا يسعى اليها تفاخرا , واخرون يقولون : اننا بحاجة اليها للدخول الى سوق العمل بمهارة . ومهما كانت التبريرات فقد ادركت حكوماتنا ذلك , فاطلقت ايدي رؤساء الجامعات الحكومية ليعملوا في جيوب المواطنين نبشا وفي اموالهم هبشا , ويتفننوا في اساليب رفع الرسوم في جامعاتهم , كل حسب رؤيته ومزاجه . الامر الذي اثقل كاهل اولياء الامور المثقل اصلا بأعباء النفقات اليومية . والعجيب في الامر ان تجد سعر الساعة المعتمدة لتخصص ما يختلف من جامعة لأخري دون مبرر , والاعجب منه ان تجد (متطلبات الجامعة ) مثلا والتي يدرسها جميع الطلبة بغض النظر عن التخصص , كالتربية الوطنية ومستوى اللغتين العربية والانجليزية والحاسوب وغيرها , كل واحد من الطلبة يدفع ثمن الساعة بسعر مادة تخصصه , فطالب الطب يدرس هذه المواد بسعر ساعة الطب , و طالب الهندسة يدرسها بسعر ساعة الهندسة , وكذلك طالب التمريض او العلوم , فتجد في المدرج الواحد طالب يدفع سعر نفس المادة عشرين واخر ثلاثين وثالث خمسين ورابع مائة . والعجب العجاب ان تجد نظام الموازي , ولا ادري أي شيطان اخترع لهم هذا النظام , وهذا النظام يتيح للطالب الذي يرغب في دراسة تخصص ما , لكن معدله التنافسي اقل من المعدل المطلوب فيدفع ثمن الساعة اضعافا مضاعفة . هذا في الجامعات الحكومية اما في الخاصة فحدث ولا حرج .
تخيلوا معي ــ رحمكم الله ــ ان احدكم ( لا قدر الله ) لم يستمع لتوجيهات الحكومة بتنظيم النسل , ولم يحسب حساب الدراسة الجامعية , فسيجد اثنين او ثلاثة من اولاده في الجامعة في وقت واحد , ماذا سيفعل ؟ ومن اين سينفق عليهم , هل اقتنعتم الان انه يجب علينا ان نسمع نصائح الحكومة , ونباعد بين الاطفال , وان نوصي ابناءنا حتى لا يقعوا في هذا الخطأ .
سؤال يحيرني جدا وانا اعرف انه يحيركم أيضا : هل هناك دولة من دول الوطن العربي الكبير , الغنية والفقيرة منها , يدرس الطالب في جامعاتها الحكومية على نفقته الخاصة ؟ ولماذا نحن فقط ؟ وماذا يراد منا وماذا يراد بنا , الا ترون معي ان هناك اناس يحاولون اجبارنا وقصرنا على ان نكره أوطاننا و نطفش منها , لكن الى اين . طابت اوقاتكم

مقالات ذات صلة

إغلاق