اقلام حرة
اردوغان: عفوا سيادة الرئيس..لقد أخطأت الطريق أحمد سوالم
يعد طيب رجب اردوعان من القادة السياسين المهمين في العالم،فقد راكم نجاحات مهمة على الصعيد الاقتصادي،حيث استطاع أن يخرج تركيا من دولة فقيرة تعيش على الديون واملاءات البنك الدولي إلى واحدة من أقوى الاقتصاديات على الصعيد العالمي بفضل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأوراش الكبرى التي فتحها على مختلف الأصعدة.وزيادة على النجاح السياسي فقد أبهر اردوعان الملايين عبر العالم بحسه الإنساني ( زيارته لبورما وزوجته والتقاءه بالأهالي المنكوبين وزيارته المتكررة لمخيمات اللاجئين السوريين.
إلا أن تركيا قبل الانقلاب الفاشل ليست هي بعده،فقد كثرت الاعتقالات وتدهورت حقوق الإنسان والحريات بعد عمليات التطهير في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو الماضي،وظهرت الإجراءات السلطوية المبالغ فيها بداعي حماية البلاد من الأخطار الداخلية والخارجية.
صحيح أن تركيا مستهدفة،وذلك بسبب كثرة الجبهات التي فتحها اردوعان منها ماهو داخلي ومنها ماهو خارجي،ويستحيل معها ولو اجتمع أمن ومخابرات تركيا بأكمله التصدي لها،خصوصا في وجود جبهات مشتعلة (سوريا والعراق)،وهو ما يفسر تنامي العمليات الإرهابية بالأراضي التركية،ومحاولة الانقلاب الفاشلة ما يستدعي مراجعة بعض السياسات الداخلية والخارجية.
في ظل هاته الوضعية،تعيش تركيا على وقع إجراء تعديلات دستورية من 18 مادة، تقوم على تمديد فترة حكم الرئيس إلى2029 ،وتحويل النظام من برلماني إلى رئاسي ومنح صلاحيات واسعة للرئيس فيما يخص السلطة التنفيذية والسماح له بالانتماء إلى حزب سياسي وإعطاءه سلطة إصدار المراسيم،وتعيين خمسة أعضاء من ثلاثة عشر من أعضاء المحكمة العليا والباقي يتم ترشيحهم من قبل البرلمان، هاته التعديلات الدستورية التي ستعرض على استفتاء شعبي بداعي حاجة تركيا إلى قيادة قوية لا يوفرها نظام الحكم الحالي.
أي كانت المبررات والمسوغات،أقول لك سيادة الرئيس لقد أخطأت الطريق، صحيح أن الأمم يصنعها قادتها ولكن الديمقراطية تصنع الأمم وتضمن ديمومتها وحقوق أفرادها،صحيح سيادة الرئيس أن معكم وصلت تركيا إلى مصاف الدول الاقتصادية الكبرى في العالم وذلك سيخلده لكم التاريخ،ولكن زيادة الصلاحيات يعني زيادة السلطوية وطموحات العودة إلى زمن السلطنة العثمانية. فبالصلاحيات
الجديدة ما الذي سيفرق بين اردوعان وصلاحيات الباب العالي التي درسناها وندرسها لأبنائنا والمتمثلة في” ويعد السلطان في الدولة العثمانية،مصدر جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية حيث يساعده الديوان الهمايوني في سلطاته التشريعية”.
أن يطمح سيادة الرئيس،لإعادة أمجاد أجداده محمد الفاتح وسليمان القانوني ببناء دولة قوية وممتدة عبر العالم فذلك حقه،لكن الأمم تبنى بالحق والديمقراطية وحكم الشعب،وله في محمد مهاتير الأسوة الحسنة فقد استطاع أن يجعل من ماليزيا قوة اقتصادية عالمية، ولم يسع لتمديد ولايته الرئاسية طمعا في السلطة والكرسي،بل ترك لجيل آخر من السياسيين مواصلة المسير،عفوا سيادة الرئيس طيب رجب اردوغان لقد أخطأت الطريق