مقالات

كتبت تمارا حداد

القوة الذكية استراتيجية اميركا القادمة . بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

قبل عدة سنوات استعملت امريكا مفهوم العولمة والتي تعتبر ان العالم هو كرة صغيرة يسهل السيطرة عليه ولكن اتضح لأمريكا ان هذا الفكر العولمي سيضعها في مأزق اقتصادي وسيكلفها الكثير من النفقات والذي قد يزعزع استقرارها الامني والاقتصادي . فهمت اميركا ان هذا الفكر غير مجدي فلجأت اليوم الى فكرة ” القوة الذكية ” وهي قوة الاستمرارية في القوة والتراجع عند الثغرات و تغليب المصالح وظهرت القوة الذكية عند بداية تصدع العولمة وظهور قوة الاقطاب الاخرى . تستعمل أمريكا استراتيجية جديدة لبسط هيمنتها على العالم وبأرخص الاثمان ، واعتنقت لغة جديدة وهي لغة ” القوة الذكية ” ، مفهوم جديد على الساحة السياسية من اجل بسط السيطرة على العالم ولكن بأقل التكاليف . القوة الذكية بأن تجعل امريكا دولا أخرى بأن تقوم بعملها وبأرخص الاثمان . وجدت امريكا ان هناك قوتان في اقليم الشرق الاوسط والدولتين اثبتت ذلك عبر العلم وامتلاكهما النووي . القوة الاولى ايران لم تشأ امريكا ان تشعل الحرب مثل ما فعلت بالعراق وأفغانستان لان ذلك سيخسرها نفقات اكثر وبالتالي لجأت الى القوة الذكية للتعامل مع ايران عن طريق الحوار والاتفاقيات مثل اتفاق النووي الامريكي الايراني مقابل بيعها الوقود النووي . فطريق الاتفاقيات لن يخسِر امريكا بل العكس ستكون هي المستفيدة الاول في أي اتفاقية تبرمها مع أي دولة ، اتفقت اميركا مع ايران بأن تقوم ايران مقام امريكا ببسط النفوذ والمد الايراني والسيطرة وبوجود حواضن شيعية مقابل ان ايران تحافظ على مصالح امريكا وإسرائيل في النفط الخليجي ومصالحها في المنطقة العربية ولذلك في القريب ستقوم ايران ببناء قواعد بحرية في سوريا واليمن . ومثل ما حدث لإيران يحدث لروسيا حيث ان امريكا وروسيا اتفقتا بان يكون لروسيا نفوذا في المنطقة والدليل وجود القواعد العسكرية في سوريا مقابل الحفاظ على مصالح امريكا في المنطقة وستكون أيضا في مصر وليبيا . لجوء امريكا للقوة الذكية سيساعدها في بسط نفوذها ولكن بتكاليف اقل وخسائر بشرية اقل . وكل يوم منقبو النفط والغاز يكتشفون يوميا آبارا نفطية جديدة في الوطن العربي وبالذات الخليج العربي ومنطقة الاهواز الايرانية العراقية وفي منطقة البحر الابيض المتوسط والتي اكتشف ان منابع الغاز من اكثر المنابع فيها . وفي نهاية المطاف الحصة الاكبر والمستفيد هو أمريكا . لان المحافظين الآن على مصالحها ثلاث دول ايران وإسرائيل وروسيا . اما الدول العربية الاخرى ستكون ضمن الخطط القادمة دويلات ضعيفة . اميركا جعلت اولوياتها الاصلاح الاقتصادي اولى من السياسي والذي سيحافظ على قوة امريكا وان تبقى على راس الهرم بين دول العالم في القوة الذكية داخليا وخارجيا هذه هي الاستراتيجية الجديدة والتي تلعبها امريكا ولصالحها وصالح من يواليها من الاقوياء .

مقالات ذات صلة

إغلاق