شعر وشعراء

” يا مصرُ عودي ” محمد نصيف

في الذكرى السادسة للثورة المصرية التي لم تقطف ثمارها بعد … أعيد نشر قصيدتي
أملا في أن يصحح الشعب المصري مسيرة الثورة …
” يا مصرُ عودي ”
محمد نصيف
ظـَمِـئْـنـا إلـى غــيــث ِ الـعــروبــة ِ هـاطـلا
فـيـا مـصـرُ فــيــضـي وابــلاً فــاضَ وابـلا
تـَحـِـنُّ لــدفـــق ٍ مـِن نــداك ِ جــروحـُــنـــا
فــصـبـِّـي بـأعــمــاق ِ الـجــروح ِ جــداولا
سـنـونَ عـجـافٌ قـدْ عــصـرنَ ضـلـوعـَـنـا
فــثـوري علـى قـحـط ِ الـسـنـيـنَ سـنـابـِلا
غــيــابـُـكِ ألــقـى فـي الــقــلــوب ِ مــرارة ً
ومـا قـَـبـِـلـَـتْ عــنـكِ الــقــلــوبُ بــدائــلا
بـدونـِك ِ كــنـَّـا كـالــيــتــامـى بـضـعــفـِـنـا
أردنـاك ِ فـي دنـيـا الـتــعـــسـُّــف ِ كـافــلا
وتـدريـنَ أن الـحـزنَ جــفــَّفَ نــبــضـَـنــا
وأنـّـا حـَـنـَـتْ مــنــا الـهــمــومُ كــواهـــلا
تــوســدت ِ الأوجـــاعُ نـــزفَ جــراحــنــا
ومـا زال شـعــبـي عَـنْ هـواكِ مـنـاضـلا
ومَـنْ يــعــتــقــدْ فـي أنَّ حـبـَّكَ قـدْ عـَـفـَـا
يـكـنْ فـي مـعـايــيــر ِ الـمـحــبـَّـةِ جـاهـلا
ولــكــنـَّـنــا نــدري بــصــمـــتـِـكِ ثــــورة ٌ
سـتحـيـي مِـنَ الـيأس ِ العـمـيـق ِ تـفـاؤلا
تــتــوقُ إلـى نـور ِ الـخــلاص ِ دروبـُـنــا
فـحـُـفـِّي دروبَ الــزاحـفــيــنَ مـشـاعــلا
أديـمـي بــروحِ الــثـائــريـنَ لـهــيــبـَهــا
وكـونــي بــأركــان ِ الـــطـــغـــاة ِ زلازلا
وجــرّي بـسـاطَ الـبـؤسِ ممنْ تجـبـّروا
وهـُـمْ سـافــلٌ يــأتـي لـيَـخـْـلـُـفَ سـافــلا
لـقـدْ أطـفـأوا شــمــسَ الــعـــراق ِ لآمــة ً
أبــى حــاكــمــوك ِ الــعـــيـــشَ إلا أراذلا
وقـَدْ حـطـَّمـوا لـلـقـدس ِ أسـوارَ حـُلـْمـِهـا
فـكـانـوا بـأيــدي الـغـاصــبــيــنَ مـعـاولا
سـيـرشــدُ شـيـنُ الـعـابـديـنَ كــثــيــرَهـُمْ
وهــمْ راحــلٌ عــنـهــا ســيــتــبـعُ راحــلا
فــمــدّي إلـــيـــنــا لـلـــفـــداء ِ مـعـــابـــراً
لـنـلــقـى الأمـانــي شــاعـــراً ومـقــاتــلا
أعــيـدي لــســاحــات ِ الـكِـنـانــة ِ إرثـَهــا
ولا تـقــبــلـي دونَ الــنــجــوم ِ مـــنـــازلا
وقـومـي اســتــردي في الـحـيـاة ِ كـرامـة ً
أزيـحـي الـذي فــيـكِ اسـتـخـفَّ مخــاتــلا
على الـجــرح ِ ســيــري لـلـنـزال ِ تـجـلـُّداً
أذلـي الــذي أجـــرى عــلــيــكِ الــنــوازلا
وردّي إلــيــكِ الــمــجـــدَ لا تـــتـــنــازلــي
فــمــا أنــتِ مـمـّـنْ يُـحــســنــونَ تــنــازلا
وعـودي إلى حـِـضـْـن ِ الــعــروبــةِ حــرَّة ً
فـمـا زلــتِ شـغــلاً لـلـمـحـبـِّـيــنَ شـاغــلا
سـتـبـقـيـنَ فـي ثـغــر ِ الـزمـان ِ حـقـيـقـة ً
لمنْ كانَ عـنْ مـعــنـى الـبـطـولـةِ سـائـلا

مقالات ذات صلة

إغلاق