مكتبة الأدب العربي و العالمي

بائعه_الرمان. الجزء السابع_ والثامن _والتاسع_الى النهاية

قصص وحاميات العالم الاخر " واقعية "

في عز فرحة مارتا بالنجاح الذي حققته ببيع كل البضاعة كانت عائلة بيدروا تعيش في حالة حزن. تترقب حدوث امر سيء لزوجة اخوا بيدروا التي نقلت للمستشفى إثر وعكة صحية خطيرة إنتابتها مؤخرا…. هي في الحقيقة كانت تعاني من مرض ظنت انها شفيت منه فاهملت نفسها حتى وجدت المرض عاد إليها مجددا بصورة كبيرة. . والتحاليل وصور الاشعة اثبتت ان المرض تفاقم وخرج عن السيطرة. ولم يبقى لها سوى الاماني الطيبة ان لاتعاني اكثر وترتاح في هدوء وسلام.

وفي اليوم الموالي عندما ارادت مارتا الخروج للعمل صادفت امام باب المنزل رجلا وصبيا صغيرا. اقل بقليل من عمر فيولا. فلم تعلم من يكون ظنت انه غريبا وسألته ان كان يبحث عن احد ما. فاخبرها انه ليس بغريب إنما هو صاحب البيت. فعرف نفسه بانه اخ بيدروا. فتأسفت منه ورحبت به بالدخول وعادت معه مجددا داخل المنزل. وعلمت بعدها اته قدم ليترك طفله عند زوجة اخيه حتى يتمكن من مجالسة زوجته والإعتناء بها جيدا دون ان يلتهي بطلبات الصغير التي لاتكاد تنتهي..
في تلك الاثناء عندما اراد كارل اخوا بيدروا الرحيل مستأذنا بذهابه إلى المستشفى طلب منه بيدروا ان يوصل مارتا في طريقه معه إلى السوق خاصة وان سيارته تشبه من الخلف الشاحنات المسطحة بقدرتها تحمل اكبر عدد ممكن من الصناديق.. فلم يماتع كارل عن ذلك بل إستغرب فقط من القصة برمتها خاصة عندما علم بالتفاصيل التي روتها له مارتا بنفسها اثناء الطريق. .. تلك الطريق التي جعلت من الإثنين يرتاحان لبعضهما البعض ويبوحان عن همومهما وتعبهما بالحياة. او بالاحرى كل واحد يحكي عما فقده بحياته. فمارتا فقدت سندها الوحيد زوجها ومن بعد ذلك وجدت نفسها تتحمل كامل المسؤولية من نفسها ولإبنتها الوحيدة. اما كارل فهو يحكي عن فقده ايضا لزوجته وهي مازالت على قيد الحياة فوجد نفسه بدوره يتحمل مسؤولية طفل صغير ليصبح اما وابا في آن واحد مابين ليلة وضحاها. وفي اخر المشوار قبل ان يفترقا تمنيا لبعضهما البعض ان يجتازا كليهما تلك الظروف القاسية وان يجدا السلام الداخلي وبعدها كل واحد منهما ذهب لقضاء شؤونه الخاصة.

بعدها لم يلتقيا كارل ومارتا إلا اثناء جنازة زوجته التي توفيت في المستشفى وخلفت وراءها حزنا كبيرا للعائلة خاصة ان كارل متعلق بها ويحبها حبا كبيرا من قلبه…
وفي تلك المحنة العصيبة بل قبلها بقليل كانت مارتا بعد عودتها من العمل هي وزوجة بيدروا من كانا يعتنيان بميموا الابن الشقي المدلل لكارل وكم احبه الجميع حتى مارتا ألفته وأصبحت تعامله بإهتمام كما تعامل فيولا تقريبا وخاصة بعد فقده لامه كي لايحس بالحرمان لاق منها كثيرا من العطف والحنان مما ادى الغيرة تطرق ابواب قلب فيولا الصغير التي لن يرق لها الصبي وكم يزيد من الوضع سوء كلما قبله احد اواجلسه على حجره ظنا منها اته سيأخذ منها مكانتها عندهم فتقوم بضربه او بالبكاء دون اي سبب او مبرر.

مرت الايام والشهور ومارتا يكبر إسمها في السوق فهي كانت إمراة مثابرة لديها عزيمة على النجاح.غير إتكالية معتمدة على نفسها مما جعلت من الجميع يحترمها ويقدرها خير تقديرا.. فاصبحت لها مكانة بالسوق ولها إسمها الخاص المعروف ببائعة الرمان. ولكن بائعة الرمان طورت من اسلوب عملها و اصبحت تبيع بالتجزئة والجملة للتجار مما حسنت من مدخولها وظروفها المالية..
فقررت ان تستقر بشراء متزل لها خاصا وترحل من منزل بيدروا وزوجته…
#يتبع

#بائعه_الرمان…….الجزء الثامن والتاسع

منذ البداية تعهدت مارتا لبيدروا انها ستأخذ مسكنا لها خاصا عندما تتحسن ضروفها المادية والعملية .. فحزن بيدروا من قرارها خاصة زوجته التي اذرفت دموعا كثيرة من اجل فيولا التي لاتود فراقها حيث انها تعودت عليها وملأت فراغها واخرجت الأمومة المفتقدة إياها من جواتها… وطلبت منها بل توسلتها ان تبقى لمدة شهر اخر فقط حتى تفرغ تماما من ترتيب المنزل الجديد وشراء جميع مستلزماته.
خجلت مارتا من زوجة بيدروا فلم تحب ان تكسر لها خاطرها وخاصة انها اصبحت تعتبرها كاختها فلو كانت لها اخت من دمها لما وقفت معها في شدتها كما وقفت معها هي بالرغم انها غريبة عنها كليا..

بعد وفاة زوجة كارل تأزمت اوضاعه المالية إذ اهمل عمله بسبب غرقه في الحزن بل حتى انه اهمل إبنه الغالي عليه الذي مازال تاركا إياه عند بيت اخيه بيدروا رغم أنه مرت على وفاة زوجته شهورا…
ومما زاد من بؤس كارل هو شربه للخمر ظنا منه انه سينسى بذلك وفاة زوجته فيخمد نار شوقه لها عن طريق هروبه إلى النوم بواسطة ايضا إبتلاعه الحبوب المنومة المضرة للجسم بدون وصفة لطبيب مختص بطريقة عشوائية غير منتظمة جعلت منه هزيلا وغير مهتم بصحته.
في تلك الاثناء تدخل بيدروا كي يخرجه مما هو فيه قبل ان تتأزم نفسيته اكثر ويصبح الوضع خطرا قد يؤدي إلى إنتحاره. فطلب بيدروا المساعدة من مارتا له خاصة بعدما أصر كارل ان يأخذ نصيبه من الاراضي التي يمتلكانها سويا.. فقبلت مارتا مساعدته على شرط ان لايسمع كلامه وان لايمنحه نصيبه حتى يخرج من الازمة التي هو بها فقد يبيع كل املاكه بمال بخس ولن يرى كلاهما على حسب توقعها قرشا واحدا وهو في هذه الاوضاع السيئة التي يمر بها.

قسمت مارتا اوقاتها مابين العمل وإبنتها والطفل الصغير ميموا الذي اصبح من اولوياتها وانظم إليهما على حين غرة طفلا كبيرا لم تتوقع يوما ان يكون هو ايضا عليها ان تهتم به كالبقية.
فاصبحت في الظهيرة تذهب إلى بيته. تفتح الستائر لكي تدخل منها اشعة الشمس رغما عن كارل الذي يحب العتمة. وترتب فوضى البيت وتطبخ اكلا للغذاء تتشارك معه في ذلك.. وكل مرة هي على ذاك الحال تتداول مع بيدروا كي يخرجانه من القوقعة المظلمة التي إستوطن بها …لكن دون جدوى.
وفي الوقت الذي ارادت ان تستسلم فيه مارتا بعودة كارل كما كان. لم يبقى لها سوى المحاولة الاخيرة كي يعود لرشده ويعود إلى نشاطه وإلى حياته الطبيعية ويتقبلها كما كانت..او تخرج من حياته للابد ليفعل بها بعد ذلك كما يشاء.. فخطرت في ذهنها فكرة!!
ذات صباح نهضت مارتا وهي مستشاطة غضبا من كارل.. فتوجهت لمنزله وملأت دلوا من الماء وافرغته على رأسه وهو غابط في النوم العميق.. اثناءها إنتفض واستيقظ مفزوعا… وعندما علم انها مارتا من فعلت ذلك وبخها وقام بالصراخ عليها كاد ان يضربها من كثرة سخطه عليها..
لكن مارتا كانت عاقدة يديها في حضنها تدق الارض بمقدمة اصابع قدمها اليمنى وهي ممسكة اعصابها تنتظر من كارل ان يفرغ كل مافي جعبته. عندما إنتهى او بالاحرى عندما تعب من الصراخ والتوبيخ اخذت الملابس النظيفة التي جلبتها من خزانته. وطلبت منه ان يذهب مباشرة للحمام كي يستحم اولا ثم يلبس ثيابه بعدها ويستعد حتى يلحق بيدروا بهما ليأخذهما للعمل الجديد.
تعجب كارل من كلام مارتا الغريب واتهمها بالهذيان. اذ كيف لهما ان يجتمعا بعمل واحد على حسب قوله وكل منهما له عمل مغاير عن الثاني.. حتى انه اردف شاتما إياها إذ كيف لها ان تتدخل بحياته الشخصية ومن سمح لها ان تتخطى حدودها كي تأمره مالذي يفعله بحاله وحياته…
هنا خرجت مارتا عن هدوئها واخبرته من جعلها تتدخل في حياته هو إبته الصغير ميموا الذي لايكاد يصمت من ندائه لابيه نهارا ليلا وهو نائم يهذي بإسم والده الذي إشتاق لحضته واللعب معه كما عوده… والده الذي لايعلم من امره شيئا مؤخرا بعد ان كان قطعة من روحه قبلا.
لم يستطع كارل تحمل كلام مارتا التي لامست وتره الحساس فانفجر بالبكاء كالطفل الصغير هنا سكتت مارتا عن عتابها له فاشفقت عليه وضمته لصدرها حتى يهدأ ويطمئن انه ليس وحيدا فهناك من يسنده في محنته وانظم إليهما بيدروا الذي اكد انه لن يتخلى عنه حتى يتعدى ايامه الصعبة هذه.

#بائعه_الرمان………..الجزء التاسع ماقبل الاخير

كان الامر صعبا جدا على بيدروا ومارتا كي يقنعان كارل بالموافقة على مشروعهما الجديد. ولكي يبدأوا بتنفيذه عليه اولا كارل ان ينسى نهائيا بيع نصيبه من الاراضي. لان تلك الاراضي هي اساس العمل.

في ذلك اليوم حلق بيدروا لحية كارل الكثيفة. ثم اخذه ليستحم بعدها لبس ثيابا نظيفة فظهر بصورة انيقة فعلقت حينها مارتا بإبتسامة عريضة مرحبة إياه بعودته من جديد على كوكب الارض.. فضحك جميعا على مزحتها ثم خرجوا لكي يضعون افكارهم العملية على ارض الواقع.
الفكرة كانت عبارة عن زرع تلك كل الاراضي القاحلة باشجار الرمان. اخذت مارتا الفكرة من البساتين التي تشتري منها الفاكهة. فكونت معلومات كثيرة بخصوص ذلك..

البداية لم تكن سهلة بل كانت شاقة جدا على الجميع وخاصة من طرف كارل الذي كان احيانا ينتابه التعب والملل والخمول. وكلما اراد الإنسحاب. كانت مارتا تتصدى له بالمرصاد. فتشجعه وتآزره وتضع له أمالا كبيرة على نجاح المشروع كي بالاخير ينال الإستحقاق لذاته ويفتخر به إبنه في المستقبل. ان والده بدأ من الصفر وكون نفسه بنفسه ولم ينتظر اجره الشهري الزهيد طيلة حياته.
كان التموين من مدخرات بيدروا العمرية وبعضا مما إدخرته مارتا من عملها وبيع عقار من املاك كارل ساعدوا على تلبية مستلزمات المشروع من السميد لتخصيب التربة بعدها بإستئجار المعدات لتقليب التربة وحفر الابار وشراء الانابيب للسقي . كذلك شراء الشجيرات والبذور. وما إلى من ذلك من مبيدات وإستئجار عمال يدركون عمل الفلاحة. وكلفهم ذلك اموال طائلة جعلتهم ينتفضون اخر قرش لهم.

في ذلك الضغط من الإنتظار والخوف من الخسارة وعدم نجاح المشروع كم تخاصما فيه كارل و مارتا من اجل تسيير الامور.. فكارل لايحب ان يأمره احد ويضع له قوانين مشددة . اما مارتا فكانت جدية وحازمة كل شيء عندها يسير بإنتظام والساعة المضبوطة في العمل..وهذا مايجعلانهما يتشاجران واكثرها على امور تافهة. لذلك ما إن ينتهي النهار تجدانهما يتصالحان ويمزحان مع بعضهما البعض كأن شيئا لم يكن قبلا.. فلقبهما بيدروا وزوجته القط والفأر.

وفي احد الايام بينما مارتا كانت خارج المنزل تقضي بعض حوائجها في السوق.وكارل كان معزوما على وجبة الغذاء عند اخاه بيدروا الذي إستغل غياب مارتا ففاتحه حينها هو وزوجته بامر لم يتوقعه ولم يخطر في بال كارل على الإطلاق…
طلبا منه ان يفكر في موضوع زواجه مجددا. وانه لايمكنه ان يعيش بقية حياته وحيدا وخاصة ان إبنه يكبر وهو يحتاج من يهتم لامره و لم يبقى له إلا القليل ويبدأ عامه الاول في الدراسة. واقترحا عليه انه لايوجد احسن من مارتا تكون نصفه الثاني. فهي تعلقت بإبنه ميموا وتعامله بحسن نية مثل فيولا إبنتها. كما انها اصبحت تعلم عن طبائع كارل ومايحبه ولايرضاه في حياته.
غضب كارل من كلام بيدروا وزوجته وطلب منهما ان لايفتحا عليه موضوع الزواج برمته مجددا.. ثم رمى الملعقة من يده فوق الطاولة وخرج بسرعة غاضبا من منزل اخيه الذي إرتطم هذه المرة بمارتا عند الباب ووقف عندها متسمرا يبحلق في عيون مارتا كأنه لأول مرة يراها في حياته. ثم إنصرف ولم ينطق ببنت شفة بينما مارتا كانت مندهشة من تصرفة وكم نادته من خلفه عندما لاحظت إنزعاجه ظاهرا في وجهه إن كان هناك امرا يزعجه لكن لم تتلقى ردا منه حتى غاب عن الانظار.
ومن ذلك اليوم لم يظهر كارل مجددا حتى بعد يومين هاتف بيدروا الذي كان قلقا عليه كثيرا واعلمه انه مسافر حاليا وان لايقلقا عليه فهو لايعلم متى يعود من سفره وعليهم في هذه الفترة ان يعتنوا بإبنه ميموا..

#بائعه_الرمان. 9. وحتى الاخيرة….

ومن ذلك اليوم لم يظهر كارل مجددا حتى بعد يومين هاتف بيدروا الذي كان قلقا عليه كثيرا واعلمه انه مسافر حاليا وان لايقلقا عليه فهو لايعلم متى يعود من سفره وعليهم في هذه الفترة ان يعتنوا بإبنه ميموا..

#بائعة_الرمان. 10.

عندما علمت مارتا بسفر كارل المفاجيء إستاءت كثيرا من تصرفه. وانعتته بالمستهتر وعديم المسؤولية. ووصفته باقبح الصفات مما تعجب بيدروا وزوجته من رد فعلها.. فالامر كان لايستدعي لكل هذه الجلبة..
فهداها بيدروا واخبرها عليهم ان يدعوا له فرصة ان يجلس مع نفسه كي يقرر بهدوء..
فاستغربت مارتا من كلام بيدروا عن اي قرار ليأخذه كارل…..؟!. فتلعثم بيدروا ولم يقل لها سوى انه يجب عليه ان يضع اسسا مستقبلية بإتجاه مصيره هو وإبنه.. وبالرغم انها لم تفهم عليه إلا انها مررتها واردفت قائلة ان كارل لن يتعلم وسيبقى يصطدم بالحيطان طيلة حياته.. هنا تبسم بيدروا وزوجته وعلما ان وراء سخط مارتا من كارل هو شيء نابع من داخلها لربما احبته… خاصة انه ظهر عليها الإستياء والإنزعاج عن غير عادتها بمرور الايام التي لم يعد فيها كارل ولم يتصل مطلقا باي احد من العائلة.

مرت الايام بسلاسة وكل واحد يعمل عمله المترتب عليه ويعود في اخر اليوم إلى غرفته ليرتاح.. حتى انهم نسوا توترهم من ناحية كارل واعتادوا على غيابه خاصة انهم إطمأنوا عليه انه بخير وهو في ضيافة صديق له من ايام الدراسة..
وفي احد الليالي اراد الجميع الإخلاد للنوم حتى سمع صراخ من داخل غرفة نوم مارتا فهرع الجميع نحوها وظنوا بها سوء.. فوجدوها تتمرغ في سريرها من شدة الالم وطلبت كارلا اثناءها من بيدروا ان ينقلها للمستشفى في الحال فهي ليست على مايرام.
وبالفعل ماهي دقائق معدودات حتى نقلت مارتا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف التي طلبتها زوجة بيدروا حتى يسعفوها خوفا ان يتفاقم عليها الوحع اثناء الطريق.
وعندما هم يستعجلون بإدخالها للمستشفى إذ رن هاتف بيدروا. ولكنه لم يتكلم طويلا مع المتصل ثم اغلق الخط مباشرة لحق بيدروا نحو الداخل يتبع الممرضات إلى اين يجرون سرير مارتا المسعف التي يظهر عليها بعض الإسترخاء بعد ان اخذت إبرة مسكتة للألم.
ادخلوا المسعفين مارتا إلى غرفة الإستعجالات لتفحص من قبل الاطباء المختصين ماسبب وجعها لهذا الحد.. فبقي بيدروا يذهب ويجيء في الردهة ينتظر خارج الغرفة. وهو متقلق على مارتا خاصة ان الممرضون يدخلون ويخرجون من باب الغرفة ولااحد طمنه او ذكر له مالذي تشتكي مته بالضبط مارتا..
وبعد نصف ساعة تقريبا إستدعى الطبيب بيدروا بعد ان سأله مالذي يقربه للمريضة. فاجابه بيدروا انها بمثابة اخته.. فوصف له حينها عن حالتها واخبره ان المريضة بعد ربع ساعة ستعمل عملية إستعجالية. بسبب إستئصال المرارة التي اثبتت الاشعة انها منتفخة والحصى إمتلا فواهتها وهذا ماسبب متها تتالم بشدة وعليهم ان يزيلوها فورا وإلا يحدث مضاعفات بسبب التأخير.
فوافق بيدروا على إجراء العملية دون تأخير حفاظا على حياتها..

وماهي إلا ساعتين حتى انهت مارتا العملية وبقيت في العناية المركزة حتى مرت 24 ساعة ثم نقلت بعدها عندما زاح الخطر عنها إلى غرفة خاصة حتى تمتثل قليلا للشفاء بإعطائها الدواء المنتظم. الخاص بها.
وبسبب المخذر وادوية الوجع جعلت من مارتا نائمة طيلة ساعات.. وفي الوقت التي فتحت فيه عيونها رأت كارل واقف بجانب سريرها ينظر إليها مبتسما وهو ينادي بإسمها ويمرر يده على وجنتيها… فظنت مارتا انها تحلم فأغلقت عيونها ثانية وغطت في النوم وهي تذكر إسمه..كارل..

#بائعة_الرمان. 11الاخيرة

في اليوم الموالي الذي إستأصلت فيه مارتا المرارة بعد ان إنتابها الالم الشديد في تلك الليلة المفاجأة.. إذ تحسنت حالتها قلبلا واجتاز عنها الخطر نهائيا فلم يبقى سوى بعض الالام الناتجة عن جرح العملية الجراحية.. في تلك الاوقات لم يدعها بيدروا وزوجته بمفردها بل وقفا معها في محنتها. وكم شكرتهم كثيرا بدورها على وقوفهما المستمر معها ولم يدعاها بمفردها وخاصة انها لم تزل وحيدة في بلد غريب لاتعرف فيه إلا عائلة بيدروا و التي اصبحت مع الوقت عائلتها…
وبينما هم يتحدثون في الغرفة المتواجدة بها مارتا في المستشفى. إذ بفيولا تدخل من الباب وهي تحمل بكلتا يديها باقة ورد كبيرة تلتفت خلفها تارة واخرى تستدير امامها مبتسمة لوالدتها وإذ بميموا يلحق بها يحمل قالب للشكولا هو ايضا .. فتعجبت مارتا كيف حضرا بمفردهما وبيدروا وزوجته كانا معها منذ الظهيرة ظنا منها انهما وضعانهما عند جارتهم.. بينما هي تقبلهما وتشكرهما على الهدايا التي قدماها إليها ارادت ان تسألهما من اتى بهما إلى المستشفى. إذ بكارل يدخل من الباب فانتفض قلبها ربما فرحة او ربما دهشة انها لم تتوقع من كارل انه رجع من السفر وهو موجود من جديد مابينهم في هذه الآونة.. وتذكرت حينها ان الحلم الذي ظنته وهما امسا هو في الاصل كان حقيقة.

تقدم كارل نحو مارتا ولم يقل شيئا سوى انه جلس على ركبتيه واخرج من جيب بنطاله علبة بها خاتم .. ففتحها و طلب منها الزواج هكذا بكل بساطة امام الجميع..
صعقت مارتا من تصرف كارل وبالكاد إستوعبت مالذي يحدث امامها ولوهلة ظنت انها مازالت تهذي من اثر المخذر. حتى أستفاقت من دهشتها بتصفيق الجميع من حولها حتى الممرضات شاركن اللحظة وزوجة بيدروا التي تقرصها من ذراعها وهي تحثها على القبول..
خجلت مارتا من الموقف الذي وضعها فيه كارل.. فاحمرت وجنتيها ونسيت كل السخط والملامة التي كانت تشعر به إتجاهه سابقا. وماهي إلا لحظات حتى اجابته بالموافقة مطأطأة رأسها وهي جالسة بقربه على سريرها.
في تلك اللحظة اصبح الجميع يصفق من جديد وفرح كارل برد مارتا وعانقها ثم همس لها في اذنها بأنه إفتقدها كثيرا..

في الخلوة التي قضاها كارل بمفرده بعيدا عن كل الضغوطات علم انه يحس بشيء غريب نحو مارتا. وصوزتها دائما تزوره في يقظته ومنامه. فظن انها مجرد نزوة عابرة خاصة انه مازال يتذكر زوجته المتوفية. ولكن عندما علم انها بها خطب وهي في المستشفى لم يطق الإنتظار احس بخوف شديد عليها وفي نفس اليوم الذي سنع فيه الخبر عاد من سفره مسرعا حتى يطمئن عليها. وعندما راها تاكد انه لايستطيع الإبتعاد عنها مجددا فطلبها للزواج مباشرة.

بعد خمس شهور اقيم العرس الكبير والذي هو في الحقيقة عبارة عن حفلتين في حفلة واحدة. حفلة بمناسبة زواج كارل بمارتا والاخرى بمناسبة نجاح المشروع الذي قاموا به جميعا فالشتلات للرمان كبرت واصبحت لديها ازهارا . وكم فرحوا بالنتائج الإيجابية التي حققوها في وقت قصيرجدا.
اقيمت مارتا مع زوجها ووليهما في مسكته. اما منزلها الجديد الذي لم يقدر ان تسكن فيه ولو ليوم واحد استأجرته لكي توفر بعض من ماله في قضاء مستلزمات المشروع..

مرت السنين وانجبت مارتا طفلا جميلا سمته فيدريكوا الذي كان وجه خيرا عليهم في ذلك العام نفسه الذي ولد فيه الصبي انتج المشروع ربحا عظيما ببيع محصول الرمان الذي كان جودته عالية…
فاصبح لديهم شركة شراكة مابينهم مارتا وكارل وبيدروا واصبحوا جميعا معروفين في الاسواق وفي البلدان المجاورة. حتى ان مارتا تفكر ان تفتح فرعا خاصا في بلدها الذي لم تنسه مطلقا والتي زارته مؤخرا بعد ان إستقل بلدها واعلن انه بلدا حرا ديموقراطي.
#النهاية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق