ثقافه وفكر حر

الثائرة جميلة بوحيرد

بقلم : تمارا حداد .603715_823248537758992_492038075370941542_n

جميلة بوحيرد تلك السيدة العظيمة التي اثبتت نموذجا للتضحية والصبر ، فهي الاسطورة الاشد قسوة والتي سطرت من خلالها مواقف مشرفة ، نسجت اعظم العبر والبطولات ، تلك الماسة الفريدة التي خاضت نضالا من اجل ان تحصل على حريتها وحرية بلادها . تلك المرأة التي صفق لها العالم محبة واعتزاز وتقديرا فهي من الافراد التي تسبح تجاه سفينتها فلا تضيع وقتا في انتظار السفينة ، ليس في قاموسها كلمة المستحيل فبعزيمتها قصرت المسافات بينها وبين حرية بلادها ، التفتت حول الصعوبات لتصنع نجاحا وسر نجاحها هو عنادها في سبيل حرية اوطانها وطرد الغزاة من الجزائر . حملت مبادئها على كتفها وحملت روحها على راحتها ، فضلت الممات لتغيظ العداء ورفضت حياة الذل والمهانة ، كانت تحارب بشدة متواصلة ازاء الحكومة الفاشستية لأنها عرفت معنى الدفاع عن الاوطان وانه في عنق كل شريف ، كانت تعرف ان ميدان جهاد الحق يختلف كليا عن ميدان القول والخيال وعلمت ان مجد الامم لا يبنى على فراش من ريش بل يبنى على رؤوس الشهداء. جميلة بوحيرد مجاهدة جزائرية تعد الاولى عربيا ولدت بتاريخ 1935 وكانت اول المتطوعين في صفوف جبهة التحرير الجزائرية للنضال قاومت الاستعمار الفرنسي فاعتقلها عام 1957 وحكم عليها بالإعدام وتعذبت داخل السجون الفرنسية بكافة وسائل التعذيب اما بالأسلاك الكهربائية او اطفاء السجائر على جسدها الهش الضعيف ولكن اصرارها على مقاومة الاستعمار وقفت امام المحكمة كالجبل الشامخ وقالت (ايها السادة ستحكمون علي بالإعدام لان اولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء ومع ذلك انا بريئة ) . تطوع بالدفاع عنها المحامي الفرنسي جاك فيرجيش لتخرج حرة طليقة ومن ثم تزوجت المحامي الفرنسي جاك لتصبح رمزا ومثلا أعلى في الاستمرار في النضال والوصول الى الاستقلال . جميلة بوحيرد ليس مجرد اسم في التاريخ العربي الجزائري بل رمز مضيء من رموز الكرامة العربية والحرية الانسانية فهي شجرة مثمرة وخالدة في تربة التضحيات ودماء التحرر القومي والوطني والإنساني . فهي مناضلة دعمت القضية الفلسطينية ودعمت قضية الاسرى والأسيرات فهي تعلم ان الجزائر وفلسطين توأمان في النضال وموئل الاحرار فالدولتين غرقتا بدماء الشهداء من اجل الحرية والاستقلال ، وما زالت فلسطين تقدم الغالي والنفيس من اجل حريتها وانجاز الاستقلال الوطني ، فالجزائر ارتبطت بجذور فلسطين والتحمتا بالوفاء والوئام ، جميلة بوحيرد لم تنسى الاسيرات داخل المعتقلات الاسرائيلية لترسل لهن رسالة الامل والعنفوان وقالت فيها : بسم الله الرحمن الرحيم إلى أخواتي الفلسطينيات المجاهدات الأسيرات في السجون الصهيونية من عمق روح ثورة أول نوفمبر المجيدة ومن وهج كفاحها المنتصر من ارث الشهداء والمجاهدين ونشيد الأسرى الجزائريين وهم يتقدمون الى المقاصل في السجون الفرنسية يتغنون بالحرية وعزة الجزائر اكتب إليكن يا أخواتي يا بنات فلسطين المجاهدات الصابرات في السجون الصهيونية العنصرية اكتب إليكن مؤكدة بان مصيركن هو مصير بنات الجزائر اللواتي صنعن مع رجالها حرية الجزائر..إنكن أيتها الأخوات العظيمات تضربن المثل الأرقى في صمود المرأة ومشاركتها في قضيتها الوطنية وانتن في مواجهة أعتى قوى الشر والجريمة تكشفن للعالم عن جدارتكن وجدارة شعبكن في انتزاع حريته واستقلاله . أخواتي المجاهدات الفلسطينيات في سجون المستعمر.. نحن هنا جميعا معكن في خندق النضال والكفاح من أجل فلسطين والقدس الشريف ودحر العدو الغاصب عن فلسطين العزيزة ، ونحن معكن بأرواحنا وما نملك ونرى فيكن الامتداد الطبيعي والضروري لكفاحنا ضد الاستعمار..وإننا نؤمن آن أسماءكن نجوم في سماء المجد وإنكن ستنعمن بحرية عزيزة في ظل فلسطين الحرة المباركة.. فمهما طالت أيام السجن القاسية فان نور الفجر زاحف لا محالة لينهي الاستعمار والمستعمرين..ولن يكون المستقبل إلا لكن ولشعبكن العظيم..وتمنيت ان اكون معكن. وإنني باسمي واسم كل مجاهدة جزائرية ارفع بأشد عبارات الإدانة التنديد للممارسات العنصرية في حق الاسرى الفلسطينيين رجالا ونساء ولن يهدا لنا بال ولن يغفو لنا جفن حتى تتحقق الحرية والاستقلال لفلسطين وتعود فلسطين الى حضنها العربي عزيزة كريمة..وإنني بالمناسبة أناشد كل منه له مسئولية في هذه الامة ان يقوم بما تمليه على واجبات الإخوة والإنسانية نصرة لفلسطين ومجاهديها وأسراها وأسيراتها. اخواتي المجاهدات الصابرات في سجون العدو الصهيوني.. إن موعدنا النصر القريب بعون الله معا وسويا نحو القدس الشريف المحبة لكن :آختكن جميلة بوحيرد الجزائر فى 15-12- 2015

مقالات ذات صلة

إغلاق