شعر وشعراء

الدكتور غازي ابوكشك سفير منظمة السلام العالمية دراسة نقدية للشاعرة فاطمة اغبارية ” ابو واصل “

الدكتور  غازي ابوكشك سفير منظمة السلام العالمية الشاعرة فاطمة اغبارية
الحس الصادق هو الذي يمنح النص المطلوب بين الشاعر والمتلقي شعريا
الشعر والإعلام

شاعرة متألقة ، صاحبة مواهب و قدرات متعددة ،

حققت شعبية كبيرة إعلامياً وشعرياً.

صاحبة القوافي السهلة الممتنعة

تمتاز دائماً بالإبداع والشاعرية الفذة

متفردة حضوراً وشعراً في الأمسيات والقناوات

لها خبرات إعلامية في مجال الشعر وغيرة،

لا يرتقي العمل الفني او الشعري بنفسه ما لم يرتق بمتلقيه الذي حرص على التوغل بداخله عبر قراءة أو رؤية أو أية وسيلة أخرى للتلقي، وفي الشعر تحديداً يتفق النقاد على إن القصيدة التي لا تؤثر بالمتلقي ولا تمنحه أفقاً آخر هي قصيدة ميتة منذ ولادتها، وبتعبير أدق هي خالية من الروح أصلاً

كما إن  الشاعرة فاطمة اغبارية ابو واصل  تمتاز بكونها قادرة على اخذ المتلقي الى أكثر من عالم من خلال تكوينها لـ (انطولوجيا) تترجم كل انفعالاتها بدون أن تجد تكرارا أو تشابها في الصور الشعرية، فهي قادرة على التلاعب بالمفردة وجعل منظومة البث عندها غير مستقرة على ثيمة أو لغة معينة، بل إنها وربما لست مبالغاً حين أقول إنها الوحيدة بين بنات جيلها القادرة على نقل الرائي الى أزمنة مختلفة عنه، ومحيطات لم يمر بها مركبه،
والحس الصادق هو الذي يمنح النص المطلوب بين الشاعر والمتلقي شعريا كونها مجموعة تجارب رصّت نفسها دون أن تتقولب.، لذلك يجب أن يحرص الشاعر على توظيف كل أحاسيسه بداخل نصه الشعري دون الالتفات الى جوانب مجتمعية قد تقيد شعريته أو شاعريته، فالأدب ليس تجربة حسية فحسب، بل هو اتحاد تجارب إن لم تدون كاملة فإنها في وقت آخر ستكون محض مذكرات غير مرتبة. وحتما يبقى أسلوب الشاعر مرتهن بشخصيته، لذلك فهو يعكس داخله ويمثله تمثيلاً صادقاً.

يحمر وجه الشاعرة الفلسطينية فاطمة اغبارية غضبا من شدة ما حصل فتمد يد ذاكرتها عميقا بوميض بعيد من الذاكرة، استدعاء لذكريات جميلة مؤسرة كثيرا لتعطيها كمية كبيرة من الذكريات السعيدة لتكافئ كمية القهر المقيمة على الابواب ولكي توازن بين الكفتين، الحالة النفسية التي يحتاجها الانسان لازالة الاصباغ الداكنة التي تعلق في الذاكرة من خلال خلق غزو جميل لها بذكريات جميلة وهذا الحالة تعمل ايضا باخلاص في منطقة العقل حبن يمر الانسان بحالات حزينة ومؤلمة لم يراها من قبل، فيتم هذا الاستدعاء ليحضر من غياهب الزمن الجميل الذي عاشه الانسان سلفا، فيحضر عندها ( شاطيء البحر بالصيف وبحر هاديء … ) صورة رومانسية مغالى فيها كثيرا لتردم حفرة الحزن العميقة التي حفرتها الحرب في واقع شاعرتنا المهموم وهذا رسم شكسبيري للصور الشعرية يذكرني بنظرية المكافيء الحسي للأديب الانكليزي T.S.Eliot) ( حول الصراع الداخلي مع المحسوسات من احداث وكوارث في شخصيات شكسبيرفي مسرحه الشعري وكيف تعامل معها هذا الشاعر بعبقرية المكافيء ….وبنفس الطريقة تعاملت شاعرتنا العبقرية فاطمة اغبارية حين استدعت مكافئات كافية لحوادث سعيدة استطاعت ان تغطي كمية المحسوسات من حوادث حاضرة مفجعة لتخفف وطأة الالم والضغط النفسي على عقلها…….
تشير الشاعرة الجميلة فاطمة اغبارية وتصور مرة اخرى بانتقاله ذكية من الربيع نحو الخريف و انحسار الجمال وصور البحر التي تستبدل بالبركان الذي سيبدا بالثورة حتما حتى يتساقط الابرياء كتساقط اوراق الخريف الذابلة …صورة متمكنة ترسم بدقة لاهوال الحرب وهي كناية بلاغية دقيقة للمقارنة بين ثوران البركان وقيام الحرب فكل منهما يخلق استدعاء للموت والدمار وكأن الشاعرة تقول بايقاعها الحزين، ان تلك المقارنة اخذت من عمر الشعب الفلسطيني السوري والعراقي اليمني اللبناني الكثير ومن سنوات العمر للذين نجوا وهم لايزالون مشروعا في طابور الموت دفاعا عن هذا الوطن وتخليصه من الظلم واعادة الهدوء والسكينة الى ربوعه من جديد….

مقالات ذات صلة

إغلاق