اقلام حرة
بمناسبة مرور ذكرى وفاة الشاعرة النابلسية الكبيرة فدوى طوقان /أ.د.يوسف ذياب عوّاد
بمناسبة مرور ذكرى وفاة الشاعرة النابلسية الكبيرة فدوى طوقان هذه الايام حيث توفاها الله في 12/12/2003 عن عمر تجاوز 86 عاما وطاب لي ان اكتب بعضا من اضاءات سيرتها الشعرية والشخصية وفاء ادبيا وشخصيا لشاعرة ذاعت شهرتها عالميا ومحليا .. كانت الشاعرة فدوى من اشهر الشعراء زمن الانتداب البريطاني بعد الشاعر ابو سلمى الكرمي …. كرمتها نابلس بأن اسمت مدرسة باسمها وهي مدرسة فدوى طوقان الاساسية للبنات في رفيديا .. لعبت الشاعرة طوقان دورا مجتمعيا كبيرا اذ كانت عضو مجلس امناء جامعة النجاح الوطنية وقت تأسيسها …سمحت لي الفرصة ذات بوم بان التقيتها في بيت الشاعر المرحوم كامل فارس ابا فؤاد فيدصيف 1996… وتبادلنا اطراف الحديث وكنت المس فيها احساسا مرهفا بقضايا المجتمع والوطن والمستقبل … كانت متفائلة بمستقبل واعد … للارض والانسان … كانت تجذبها مناظر الزهور فتكتب وتتغنى بها مثلما وصفت بلدة سيلة الظهر الواقعة بين نابلس جنين بسلة الزهر ..كناية عن جمالها وقت الربيع … كانت متمرسة في استخدام الوصف لتشعره منطوقا عندما تقرأه …وكانت غالبا ما توظف الشاعر المستتر فيك كقاريء .. اي توقف شاعريتك لتكون مكانها في جدلية موقف تجعل منك ركنا فيه … كانت تحب الواجب فتأتي بحلويات نابلسية عند من تزور وان كان في بعض الاحيان متجرا للحلويات اسفل بناية من تزور .. وهو جين نابلسي متوارث في الهدايا طبعا ..لما له من مدلولات نفسية واجتماعية … فدوى عاشت الواقع فكتبت رحلة جبلية رحلة صعبة … وفي العنوان توكيد لفظي رحلة ..رحلة ..وتوكيد معنوي في جبلية وصعبة .. اي جمعت بين التوكيدين وهو ابداع لغوي من عنوانه فما بالكم بمكنوناته ؟
حصلت فدوى طوقان على عدد كبير من الجوائز، منها: جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983، وجائزة سلطان العويس 1987، وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين، وجائزة مؤسسة عبد العزيز البابطين للإبداع. كتب عنها كثيرون من الادباء والباحثين والمهتمين دراسات ورسائل ماجستير وكانت محط اعجاب كثير من متذوقي الشعر لا سيما الحديث منه … نشأت فدوى في بيئة ثقافية عالية المستوى اذ كان ابراهيم طوقان الشاعر شقيقها.. ورغم تدني مستواها التعليمي الا ان قدراتها تفوق شهادات عليا في الصياغة والوصف وجزالتهما .. رحمك الله شاعرة جبل النار وصاحبة كلمة في عمق الانتماء والوفاء لبلد عشقتيه .. فلسطين .. الذي يحتضن ابناءه فوق التراب ومن تحته ويضيء سراجا ويبرق لنا ان الارض لنا احياء وامواتا .. شاعرتنا ..كنت مثالا للرصانة والجدية والاباء وعصية على الكسر .. وجاء اليوم لنستذكر جلسة يتيمة جمعتنا بك لاقول ما بجعبتي من اشعار لا تتعدا محاولات ..! في خضم محيطك الشعري المتدفق .. وكنت طبعا المتذوق الحصيف والمرهف بابتسامة تبعث الامل في خاطر الادب .. لك الرحمة من الله ولك الذكرى وحروف ورثناها في امهات اشعار تفيض معنى وامل