اخبار العالم العربي

بعد إنتصار الأسد وحلفائه في حلب..هذا مصير الشرق الأوسط

بعد إنتصار الأسد وحلفائه في حلب..هذا مصير الشرق الأوسط

يتغير وجه الشرق الأوسط بناء على تطورات الوضعين السوري والعراقي نظرا إلى الموقع المركزي للبلدين في قلب المشرق والعالم العربي. وتدخل سوريا والإقليم بعد إخضاع حلب مرحلة جديدة من الحرب والدبلوماسية ملأى بالتساؤلات: لمن سيهدي فلاديمير بوتين إنجازه؟

أي أفق للشراكة الروسية – الإيرانية في رسم مستقبل سوريا ما بعد منعطف حلب؟

كيف ستتصرف واشنطن دونالد ترامب إزاء الغلبة الروسية في شرق المتوسط؟

ما هي ردود فعل اللاعبين الإقليميين الآخرين وأبرزهم تركيا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية؟

وأخيرا هل بقي من أدوار للقوى الأوروبية في الشرق بعد قرن على اتفاقية سايكس – بيكو؟

أصبح فلاديمير بوتين “رئيس العالم”، حسب ما اتضح من مجريات مؤتمر باريس حول سوريا (في العاشر من ديسمبر الحالي) حسب وصف أحد الحاضرين، الذي سخر من المايسترو جون كيري واعتبره ممثل العراب سيرجي لافروف.

وهكذا فإن سقوط شرق حلب من يدي الإرهابيين لم يكن ليتم لولا التخلي الأميركي عن الحراك السوري المعارض منذ صفقة السلاح الكيميائي في سبتمبر 2013، بالإضافة إلى الاستدارة التركية نحو موسكو، معطوفة على الانقسام العربي والضعف الأوروبي.

بينما يعلو القيصر في الرتب على أنقاض داعش في حلب، يستعد باراك أوباما لمغادرة البيت الأبيض تصحبه مأساة سوريا وحصاده الهزيل في مجمل السياسة الخارجية. لقد سلم باراك أوباما المنطقة للاختراق الاستراتيجي الروسي والتوسع الإيراني، وفي موازاة فشله في أي إنجاز على المسار الإسرائيلي – الفلسطيني، أصبح الشرق الأوسط فريسة منظومات عابرة للحدود مع الحرس الثوري الإيراني ومحوره، وحزب العمال الكردستاني.

وهكذا يغادر أوباما منصبه بينما الشرق الأوسط في أسوأ حال، إذ أن العالم العربي أصبح ساحة مفتوحة للفوضى التدميرية والشكل الجديد من الحرب الباردة والحروب بالوكالة. ترك سيد البيت الأبيض مدينة حلب لمصيرها من دون أن ينبس ببنت شفة وهذا يؤكد على إرثه السلبي وأنه يشبه فعلا يوضاس.

بينما تنتظر معركة الرقة تتمات عمليتي “درع الفرات” و“غضب الفرات” والتجاذبات الأميركية – التركية – الكردية والدخول الروسي على خط الأكراد، لا تزال واشنطن تراهن على إنهاء معركة الموصل قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبرز الفشل الروسي مع استعادة داعش لمدينة تدمر الاستراتيجية، بينما كانت معركة حلب في خواتيمها. ولذا سيكون مستقبل الحدود والكيانات مرتبطا بالتنسيق أو التجاذب الأميركي – الروسي في ما يسمى الحرب ضد الإرهاب.

على الصعيد السوري، ينتظر ستيفان دي ميستورا معركة إدلب بينما تتعثر عمليات الإجلاء من شرق حلب، ويبرز التناقض بين القوتين النافذتين على الأرض أي روسيا وإيران. وعلى الأرجح سيسري ذلك على خط المعارك القادمة أو خارطة الحل السياسي وفق الرؤية الروسية. ومما لا شك فيه أن الاجتماع الثلاثي الروسي – التركي – الإيراني في موسكو، في 27 ديسمبر الجاري، سيكون فرصة لرصد توجهات بوتين وأولوياته. ربما تفضل طهران ودمشق استكمال الاندفاعة العسكرية نحو دوما وريف حمص ودرعا ومحافظة إدلب مفتاح سهل الغاب، لكن الحسابات الروسية يمكن ألا تتطابق مع ذلك.

على صعيد أشمل، لا يمكن أن يبزغ فجر شرق أوسط جديد على أسس إنكار الحقوق والغلبة والقهر والإقصاء والتطرف، إنما على أساس عودة منطق التسوية والمواطنة وقبول الآخر بدل الاحتلال والطائفية والمذهبية، وهذا يفترض عدم إبقاء هذه المنطقة ساحة لعبة كبرى بين الأطراف الدولية والإقليمية على حساب الشعوب ودولها وحضارتها.

مقالات ذات صلة

إغلاق