شعر وشعراء

سيدة البلدان هناء / شعر محمود حسام

سيدة البلدان هناء
أتتني على استحياء و الخــوف بخطاهــا أتتني على عجل و أنا من قبل لم أراها
أتت بشـوقها تخبـرنـي عـن مـا بـداخلهـا يبيح قلبها قبل ترك الحروف مخارجهــا
تقول في خجل أهواك و أنت لا تعرفنـي مـع أنـي لـم أراهـا إلا أن القلب يعرفهـا
كان قبل المجيء يخاطبنـي و يـخاطبهــا و يقول لـي بأنـه مـن سـنوات يخاطبهــا
فلمـــا سـألت عــن اسمهــا قالــت هنــاء ثـم تلتـه باسـم يـوسف راعيهـا و والـدها
يقاطعنا القلب و يقول ما بك ألا تعرفهــا هـي التـي فـي كــل ليلة عنــك أحدثهـــا
مـا بـك يـا هـذا ألـم أقـل لك أنهـا ستأتـي و أنت مـن سـنوات هــا هنــا تنتظرهــا
كذبــت علـي يــا قلبــي و لـن أسامحــك خدعتنـي فـي وصـف جمالهـا و خلقهـــا
ليســت كمــا قلــت لــي فــي وصفهـــــا أهـل ليســت هــي تــلك أم زاد جمالهـــا
فـرعهـا كليلة كحـلاء بلا نجوم ولا قمـر و الـزمرد ينسكب من تبر على فـرعهـا
و خيــوط الــذهب تقتحــم ظلام فرعهــا خصـلة تلـو الأخــرى تزينهـا و تجملهـا
و قــد حــارة البـريـة كلهـا فـي وصــف حاجبهـا و عجــزت أشـعاري أن تلقبهـا
و العيـــن بــها بيــاض الصبــح منيـــرا بـداخله ياقوتـة زرقاء تجملهـا و تكملهــا
و الـرمش كحـد السيف قاتــل يـا ويلــي فكـم مـن عاشــق قتــل بحــد رمشهــــــا
و الأنــف وضـــع بيـــن الخدين بحرفـة لاكتمـال و تــوضيــح جمــال وجههـــــا
و الخــديــن كتحفــة فنيـة أبـدع راسمهـا و بــرع المنشـدون فـي ذكـر محاسنهـــا
فأما شفتاها فكوردة حمراء فاقـع لـونهــا بـات العــرب ســنوات ليجيدوا وصفهــا
و زبــرجــد و زمــرد يسـريـان بانتظـام كأنهــار مــن فضــة لامعــة بعنقهـــــــا
و محبــة و دفء و رحمــة و مـــــــودة و كـرامـة و أخــلاق تســــري بعروقهـا
و تــاريخي و تــاريــخ أحبتــي و أهلــي و بـديـوانـي قــد نقش على جدران قلبها
و أكـملت قـولــي و مـا نفذا القــول منـي و ما وجت أوراق تكفي لتدوين وصفها
أخبرنــي يــا قلبــي أيــن رحلــت عنـــي أتـركتنـي هنــاء بعد أن باحـت بسـرهـا
لا بـل رحلت بعد أن بـدأت فـي وصفهــا رحلت إلى بيت أبيها الذي عنك يحجبها
حسـابك معــي لأنـك خدعتنـي بـوصفها لكــن أولا أخبـرنـي عــن مقــر والدهـا
سـأتـوجــه إليــه ولــو بالهنــد يــا قلبـــي فهيـا أخبــرنـي أيـن تكـن لأطلـب يدهــا
تــلك التــي أرى فيهــا حلمــي و أملــــي فهــي كالــوردة النــادر بالكــون خلقهـا
تعـــال خلفـــي هيـا لأريـك مقــر والدهـا هـاك هــو مقــره وهــذا هــو مسكنهـــا
أتيتــك مــن بيــن الــدروب مــرتحــــــلا كــن ســهري يـا عمي فأنا أود خطبتها
بــان أصله و أصلهـا مـن رده و نظرتــه و قال أود منك أن تصونهـا و تحفظهـا
و مــا أريــد منــك يــا بنـي سـوى التقـى و كتــاب الله و سنتـه همــا مهـرهـــــــا
فاستحى لساني أن ينطق و أقبلت دمعتـي مــن بهــذا الـزمان مثلها أو مثل والدها
ســأجد و أكــد فــي مهرها و أدعو ربـي فهي التي سأنير سبيلـي و دربــي بهـــا
فيــــا رب العبــاد اكتبهــا لــي رجــــــاءً أرى الخيـــر و الإيمـــان لــي بمحبتهـا
و لمـــا ســـارت لــي أهـدتنـــي بـــوردة مـا لهــا وصف بالكــون فهــي تشبههــا
ربــي لا تحــرمنــي منهمــا أبــدا ربـــي فهــي الــروح و القلــب و العيـن ابنتهـا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق