تنبأ المعلم:
اليهود سيحكمون البلاد
كان يعيش في عكا، قاهرة نابليون، يوم حزم أمتعته مع والدته وبعض أقاربه، واتجهوا
إلى لبنان؛ خوفا من الغول اليهودي الذي جاء لقهر عكا وسكانها )عام 1948 (. ترك
البلد التي لعب في أزقتها وركض في شوارعها، وتنفس هواءها، في طريقة إلى لبنان،
في ليلة – كما قالوا- لا يوجد فيها ضوء قمر.
هو الحاج عمر محمد هواري )أبو سامي(، الذي بلغ 75 سنة من العمر، يوم التقيته في
عكا، وحدثني عن ذكريات لا تمحوها الأيام، عن رحلة العذاب التي مر بها بعد هجرته
من عكا، وحتى عودته إليها في عام 1951 …
يقول هواري: «في عام النكبة كنت أتعلم في الصف السادس في المدرسة الوطنية
عند الشيخ رمزي والأستاذ محمد رمزي، الذي شغل منصب مدير المدرسة، في تلك
الأيام كنا نتعلم في الدور الثاني الذي كان يطل على الشارع الرئيس، وكنت أشاهد
الأطفال اليهود يأتون إلى عكا للتجوال، ومعهم مرشدون كبار السن، وأذكر أن المعلم
عندما مرت إحدى المجموعات قال لنا: «هل ترون هؤلاء؟ » فقلنا: «نعم » .. قال:
«سيحكمون البلاد .»
ما زلت أذكر هذه الجملة منذ قالها المعلم. وبعدها بفترة معينة، كنا نعلم أن بعض
اليهود مسجونين في سجن عكا، وذات يوم جاءت فرقة من العمال، وتظاهرت بأنها
تريد إصلاح عطب كهربائي، وتبين أنهم جنود يهود، وقام هؤلاء بنسف الشباك واخراج المساجين ” سمير ابو الهيجاء ” الترانسفير المقنع
