إنجاز فلسطين

محترف فضاءات المسرحي ” انيس القصاص

……. .

غزة – ينشط هذه الأيام المخرج أنيس القصاص في غزة ومدير “محترف فضاءات المسرحي ” بإنجاز مسرحية ” عذراء لورليانزimage image image ، غناء الحرية” وقد جهزالنص معتمداً على الدراسة الشعرية الصادرة في تونس وإيطاليا باللغتين العربية والإيطالية عام 2009 بعنوان ” ابو القاسم الشابي يشدو معية ماريا لويزا السباتسياني ملحمة جان دارك ” عن منشورات الزيتونة ، للشاعر الفلسطيني المغترب الدكتور صلاح محاميد. والذي من جهته يقول : ” أعبر عن منتي لعبقرية القصاص وذلك بفلسطنة الدراسة الشعرية والتي تضم أشعار الصديقة الراحلة ماريا لويزا سباتسياني والتونسي خالد الذكر ابو القاسم الشابي” .
صدرت الدراسة بتقديم الشاعرة الإيطالية الراحلة حيث تقول :”
كنت سأقضي حياتي دون ان اعرف عن” ابوالقاسم الشابي” وعن شعره . لكن لحسن الحظ هناك صلاح محاميد والذي ترجم اشعاري للعربية وحدثني عن وجوده وتاريخه. أحسست بفراغ ما كان علي إشغاره وأعبر عن إمتناني له لأنه يبني من خلال هذه المعلومات الثمينة جسراَ ميموناَ بين ثقافتينا والتي تتباين بعيدة وفي الوقت ذاته قريبة.
في ملحمته تنعدم الإيماءات المباشرة ل” جان دارك” , لا ولا يعتمد على ملحمتي المكونة من ثمانيات والتي خصصتها لهذه البطلة التاريخية. لكن هناك تجليات متآونة , في تاريخنا, تتجسد في ظهور , وسماع صوت الملاك , تلك الصورة التاريخية الملهمة لكل الديانات. من الممكن ان يكون الملاك تعبيراَ ل “انا” الإنسانية العميق , ومضاَ من الهبة الإلهيه والتي تحيي المشاعر ومآثر الأشخاص , ابطال سياسيين اوغيرهم ومجهولين. وجود الملاك يشكل العروة الوثقى التي تربط بصيرتي الذاتية مع تلك الشابّة دوماَ ل “أبو القاسم الشابي “.
اعبر عن سعادتي لتعرفي بالصدفة على رفيق في هذا الإبداع الكبير لخيالي الشعري.
ويقدم للدراسة ايضاً الشاعر التونسي العريق نور الدين صمود :
“لم يكن يخطر ببالي أنه توجد وجوه شبه بين: الشاعر التونسي، أبو القاسم الشابي والكاتبة الإيطالية ماري لويزا سباستياني والبطلة الفرنسية جان دارك، لما بينهم من فروق في جنسياتهم ولغاتهم ومعتقداتهم وأزمان عيشهم، رغم أني أعرف أدب الأوليْن وتاريخ نضال الثالثة منهم، ولكن الصديق الدكتور صلاح محاميد استطاع أن يجد كثيرا من وجوه الشبه بينهم من خلال ما أجرته سباتسياني على لسان البطلة الفرنسية في هذا العمل الأدبي الإنساني، وأود أن أضيف وجوه شبه أخرى منها أن شاعرنا التونسي لم يعش أكثر من خمسة وعشرين سنة ورغم ذلك خلف كثيرا من روائع الشعر، وأن البطلة الفرنسية لم تتجاوز العشرين من العمر، وحققت ما لم يحققه الأبطال الكبار.
إن ما استطاع صلاح أن يجده من وجوه الشبه بين الشابي وجان دارك دليل على أن المشاعر الإنسانية تنبع من عين واحدة ما تحس به الشعوب من ظلم وقهر هو إحساس واحد فإذا ثارت جان دارك على تسلط الإنكليز على وطنها الفرنسي، وعبرت الكاتبة الإيطالية عن تلك الثورة أحسن تعبير، فليس غريبا أن يثور الشابي على تسلط الفرنسيين على وطنه التونسي، وعبر عن ذلك تعبيرا رائعا، وأقوى دليل على ذلك أن ما كتبه الشابي بالعربية وما كتبته سباتسياني بالإيطالية على لسان تلك الثائرة الفرنسية، قد ظل نابضا بالحياة رغم نقله من اللغة التي كتب بها إلى غيرها من اللغات لأنه معبر عن مضامين إنسانية تخترق جميع الحدود والسدود من لغات وجنسيات وقوميات…
ويقول المخرج الفلسطيني أنيس قصاص :
” فقد لاحظت جوانب مشرقة تربط القارئ . مع حكايتنا الفلسطينية , بل ربما تصدر من عين واحدة وتنسرب من جدول حب واحد مع اختلاف المكان والزمان .. فكل البدايات تلازمها صرخة البدء وشموخ الفكرة .. والنهاية اتصورها اليمة وبشعة ولكن لاينتقص من حلاوة المسعى والمبتغى .
كل الصراعات التى تحدث على ارضنا لاستعادة حقنا المسلوب وزرعنا المنهوب وارضنا المغتصب .. القتل ليس من اهدافنا او ضمن قناعاتنا .. نحلم بارض تحتضن اجسادنا بعد يوم شاق او عشبة خضراء تلامس خدودنا ذات تعب اوكسرة خبز صنعتها الجدات من قمحنا الذى زرعناة ولم نحصده”.
هذا وقد أكرمت وزارة الثقافة التونسية الشاعر الفلسطسني د. صلاح محاميد على دراسته الرائدة والتي حظيت بإعجاب القمم الثقافية في إيطاليا ، وإنما إدراج الأشعار الفلسطينية في هذا السرد التاريخي يزيده زخماً أدبياً ثورياً يمس المشاعر الإنسانية. وتعمل جمعية الزيتونة على ترجمة عمل القصاص للغتين الإيطالية والفرنسية وإيجاد مسارح في أوروبا لأداء هذا الإنتاج الفني الراقي والذي سيكون الشرف الكبير لفلسطين وغزة والقصاص في إعلاء أصداء “غناء الحرية” الفرنسي ، التونسي والفلسطيني. وتهيب الزيتونة ومحترف فضاءات المسرح الجهات المختصة لتوفير الظروف لميلاد هذا العمل الفني العالمي والتاريخي.

المخرج أنيس القصاص
د. صلاح محاميد والشاعرة الإيطالية ماريا لويزا سباتسياني كورتينا –إيطاليا عام 2003

الصورة العليا د. صلاح محاميد مع الشاعر التونسي نور الدين صمود – بادوفا – إيطاليا عام 2011

مقالات ذات صلة

إغلاق