الرئيسيةمقالات

من هم يهود الفلاشا ؟(أ.د.حنا عيسى)


(الفلاشا هم المهاجرون من إثيوبيا أو الذين ينحدرون من أولئك الذين هاجروا من إثيوبيا إلى إسرائيل ، ويطلق عليهم اسم “بيتا إسرائيل ” وتعني جماعة إسرائيل ، وباختصار هم يهود الحبشة ، أو اليهود الفلاشا الذين تم نقلهم سرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ، ويقدر عددهم بنحو 130 ألف)
جماعة الفلاشا او يهود الفلاشا هي الكنية العبرية ليهود بيتا إسرائيل (يهود الحبشة) معظمهم حالياً من أصول أثيوبية، وهي السلالة التي تركت التعاليم الدينية أو تحولت إلى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سواء كان ذلك التنصر طوعاً أو إكراها. هذه الجماعة وافقت على قرار 2948 للحكومة الإسرائيلية في عام 2003 بعدها هاجروا إلى إسرائيل، بموجب قانون الهجرة إلى إسرائيل، حظيت هجرة جماعة الفلاشا باعتراف واعتماد من قضاة الهالاخاه، إلا أن هناك من بينهم معارضين ومعظمهم علمانيين في مسألة الهوية اليهودية التي تزداد بانتظام. في 29 أكتوبر عام 2012 أطلقت عملية “أجنحة الحمامة” لإتمام هجرة هذه الجماعة، بعدها انتهت هذه العملية تماما في أكتوبر عام 2013 في إطار هجرة حوالي خمسة آلاف شخص في مخيم الانتظار في جوندار.
والتسمية الأساسية لأتباع هذه الجماعة كانت في لندن من بيتا إسرائيل والتي كان اسمها “فرس موكريه” والتي تعني حصان الكرو، وفقاً لما ذُكر في عقيدة بيتا إسرائيل اليهودية فلاشا هو الشخص المعروف بيهوديّته بينهم، أي ولد وترعرع بينهم لكن معرفة شخص معين بيهوديته لا تعني يهودية والديه إلا بتطبيقه للشريعة اليهودية. ومع ذلك فإن هذا التعريف لا يتفق مع تعريف العائلة الموسّعة في بيتا إسرائيل ذات السبعة أجيال المتكاملة. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هذه الجماعة من بيتا إسرائيل تفرّقت إلى فرقتين وهم:
– أوريتافي (حماة التوراة) – وهم الذين يواصلون نشر الوصية الدينية وفق لما جاءت به الديانة اليهودية.

– الفلاشا – وهم الذين انقطعوا عن نشر الوصية الدينية أو تركوا دينهم واعتنقوا النصرانية .
لا يوجد تطابق في التعريف بين الدين والجماعة وهذا يعني أن وضع العلاقة باقية بين الفلاشا والأور يتافي. حتى هجرتهم إلى إسرائيل ولم يكن لبيتا إسرائيل إحساس وطني يهودي قوي، إلا أنها أخذت اليهودية كدين فقط وكجزء من المنظومة اليهودية العالمية.
ويعاني يهود الفلاشا في اسرائيل من تمييز ضدهم حيث يعيشون بأحياء فقيرة ومهملة ومدن صفيح على أطراف المدن القائمة، كما هو الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تتزايد نسبة المعتقلين الجنائيين بينهم وتبلغ نحو 40% خصوصا من الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة.
وفي بداية شهر أيار 2015 تواصل غضب المهاجرين اليهود من أصل إثيوبي في إسرائيل (الفلاشا)، واصطدموا مع الشرطة في قلب تل أبيب ليلة 4/5/2015 خلال احتجاجهم على الممارسات العنصرية ضدهم، بعد احتجاجات مشابهة لهم في القدس المحتلة قبل عدة ايام فجرها اعتداء رجل شرطة على جندي إثيوبي. ورفع المتظاهرون في “ميدان رابين” بقلب تل أبيب لافتات تندد بالعنصرية وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم. وتحولت المظاهرة إلى مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت الهراوات والخيول وقنابل الصوت والغاز ضد متظاهرين رجموها بالحجارة، وأصيب العشرات من الطرفين.
قضية يهود الفلاشة من أصول إثيوبية تطفو على السطح مجددا في الوقت الحاضر 2019م بعد مقتل شاب إسرائيلي إثيوبي برصاص ضابط من الشرطة الإسرائيلية فخرجوا في مظاهرات تندد بالممارسات العنصرية ضدهم في دولة إسرائيل الحادثة ليست الأولى من نوعها فالشرطة الإسرائيلية قتلت ثلاثة شبان من أصول إثيوبية في العامين الأخيرين كما لا تمثل هذه الحادثة الصورة الوحيدة للتمييز الذي يتعرضون له مدارس إسرائيلية لم تقبل طلاب منهم بسبب لون بشرتهم تبرعوا بها ألقيت في القمامة لسنوات خوفا من الأمراض المعدية والوراثية استوطنوا هم والسفرديم من اسبانيا والبرتغال مناطق جغرافية محددة ومساحات متواضعة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مقارنة بالأشكيناز من روسيا وأوروبا الشرقية حرموا من المناصب السياسية العليا التي يكاد يحتكرها اليهود الأشكناز يبلغ تعدادهم نحو مائة وخمسين ألف نسمة قدموا من إثيوبيا في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق