اقلام حرة

زوجات الشهداء,,,

زوجات الشهداء,,, بقلم عوض قنديل

أولئك الضحايا التي لا يكترث إليها إلا المطففون!! لقد ترك هذه الدنيا شهيدا حسب النوايا, ليُزف إلى الحور العين و يستبدلها بسبعين, ليتركها تعاني ألم الفراق و قسوة العيش و أوامر الممنوعات و لسع ألسنة المتشدقين بالشرف و الدين و حدود العادات و التقاليد, و سهام العيون التي تختلط ما بين الشفقة و التربُّص في أخذ دور البطولة حين يضمها إلى حظيرته بعد أن يلبس عباءة حامي الشرف و كافل الأيتام لأنه الوصفة الربانية للحفاظ على تماسك العائلة و الحفاظ على وحدتها, و لو بحثت في تاريخه ستجده فاشلا في دراسته و حياته و زواجه الأول و لولا زوجة صابرة و مكافحة قامت بالدور بدلا منه و ربّت له أولاده الذين يكفلونه و هم قُصَّر بدلا من أن يكفلهم ليصبح فاقد الأهلية الحقيقة, ليأتي و يتقمَّص دور المنقذ لعائلة شهيد كان الأولى أن يكفلها الجميع و يتصدقوا عليها بفضل زوج مما يحبون لا أن يتركوها لمن يعيش في الهوامش من الرجال الإتكاليين المتطفلين خاصة من الرجال في العائلات الممتدة على موائد النساء الميسورات براتب أو دخل شهري من ريع ما يملك آبائهن أو أزواجهن السابقين قبل الترمُّل أو ما يعود عليها كمخصصات لأيتامها. لسنا ضد أن تتزوج الأرملة من آخر و إن كان شقيق الزوج, لأنها ستتزوج منه أو من غيره لتحافظ على نفسها و تدافع عن حياض أنوثتها و تحصِّن ذاتها في مجتمع يرى الأرملة و المطلقة لقمة ميسورة لمن هبَّ و دَبَّ و إن كان من سقط الرجال, فالأولى أن تتزوج الأرملة ما يطيب لها و ما تستصلحه من رجال العائلة كي تحافظ على تماسك عائلتها و بقاء أطفالها في حجرها كتحصيل حاصل , لا أن تُستغل من قبل العائلة بشبابها و ما تملكه من دخل مالي لتُزوَّج لمن أرادوه هم بحجة الحفاظ على اليتامى لا لمن أرادته هي, و إن اختارت من تريد يجب أن لا تُساوم على حضانة أيتامها و لا تُعاقب على ذلك,لأن الحضانة حق شرعي لها لا يمكن الاعتراض عليه لا بعرف و لا شريعة و لا قانون, لكن يجب عليها أيضا أن لا ضرر و لا ضرار بأن لا تحرم جدة الأولاد من رؤية أحفادها الذين يعوضونها جزء مما فقدت بغياب أبيهم, فكما هم أبناؤك هم أيضا أبناؤها فالأمومة لا تُباع و لا تُشترى . تربية اليتيم تُدخل الجنة, و إغاثة الملهوف تُدخل الجنة, و رفع الظلم عن المظلوم يُدخل الجنة, و ستر من أراد الستر تُدخل الجنة, الجنة لا تحتاج مزاحمة الغير على حقوق واضحة لهم, لا لك أنت, و حرمان الناس من حقوقهم يُدخل النار. يا ذوي الطرفين, دعوها فإنها مُسيَّرة و لا تكونوا مطففين لأن الويل للمطففين!!!

مقالات ذات صلة

إغلاق