نشاطات

شاعرات غمرهن التاريخ ليلى العفيفة من هي ؟؟؟؟؟

هي ليلى بنت لكيز بن مرّة بن أسد بن ربيعة من بني تغلب بن وائل احدى قبائل ربيعة بن نزار العربية. اشتُهرت في التراث العربي باسم «ليلى العفيفة».
كانت ليلى أملح بنات العرب في عصرها وأجملهن خصالا، آية في الجمال تامة الحسن كثيرة الأدب. شاع ذكرها عند العرب حتى أقاصي اليمن فتقدم لخطبتها كثيرون من سَراة العرب وكبرائهم، منهم عمرو بن دي صهبان من ابناء ملوك اليمن. رفضتهم جميعا لانها كانت تكره أن تخرج من قومها.
جرت حكايتها في العصر الجاهلي، وكانت قصتها نموذجا لاعتزاز العرب وفخرهم على الأقوام الاخرى، وانتصارهم على أعدائهم. وسارت تفاصيل حكايتها في أعماق التراث العربي لمضمون الحدث ولما تضمنته من أشعار جميلة وأبيات معبرة اطلقتها ليلى العفيفة أثناء الأحداث التي جرت لها.
ليلى وأسمهان
وقد اجتذبت قصة ليلى العفيفة وأشعارها خيال العديد من الفنانين الذين غنوا قصائدها ومنهم المطربة العربية اسمهان التي غنت «ليت للبراق عينا» عام 1938 ولحن الأغنية الفنان محمد القصبجي، وصورت ضمن فيلم «أميرة الشرق» وهو يحكي قصة ليلى العفيفة. غير ان اقتران الملك فاروق بفريدة أخت شاه ايران اوقف العمل بالفيلم.
وتعبيرا عن إعجابها بأداء أسمهان لهذه القصيدة قامت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة بتسمية ابنها الوحيد البرَّاق رغم صعوبة هذا الاسم وندرته.
ومن قصتها استلهمت أحداث فيلم «ليلى بنت الصحراء» 1937، من بطولة راقية إبراهيم وبهيجة حافظ وحسين رياض وزكي رستم.
فارس ربيعة
والبرّاق المذكور هو البراق بن روحان بن أسد بن بكر بن مرة، من بني جشم احد فروع قبيلة تغلب بن وائل من قبائل ربيعة بن نزار. كان هو فارس ربيعة وفاتكها المقدّم، قال عنه المؤرخون «إليه انتهى عزّ ربيعة وشرفها»، وكان ذلك قبل وائل كليب بن ربيعة المعروف بالزير سالم.
تعلق بها ابن عمها البراق واحبته، لكن والدها كان يريد أن يزوجها بأحد الملوك، لعله يجد فيه منقذاً لقومه وملاذاً لهم عند الشدائد. كانت ليلى تود لو أن اباها زوّجها بالبراق، إلا أنها لم تعص. امر أبيها وصانت نفسها عن البراق تعففاً فلُقبت بالعفيفة.
استاء البراق من رفض عمه زواجه من ليلى، ورحل عن قومه، ونزل على بني حنيفة (من قبائل بكر بن وائل). واثناء غياب البراق عن قومه ثارت أثناء ذلك حرب ضروس بين بني تغلب قوم البراق وبين قبائل قُضاعة وطيء، وقتل الكثيرون من الفئتين، وتعاظمت الشرور، واتسع الخرق، واضطرب حبل بني ربيعة، فاجتمع إلى البراق كليب بن ربيعة وإخوته يستنجدونه.
فقبل نجدتهم بعد أن عقدوا الرئاسة له. ثم سار إلى ديار قضاعة وطيء وأغار عليهم وهزمهم شر هزيمة، بعد حروب كثيرة ومعارك جمّة، فامتلأت يداه بالغنائم واسترجع الظعائن.
صرخة أبية
واثناء ذلك سمع ابن لكسرى ملك الفرس عن ليلى وجمالها، فأراد أن يخطبها لنفسه فكمن لقومها في الطريق وتمكن منهم ونقلها إلى فارس، فبقيت هناك أسيرة.
حاول الزواج بها فامتنعت عليه، وتعففت وتمنعت، فلم يزدها الأمر إلا رفضا وإصرارا وخيرته بين أن يقتلها أو يعيدها لأبيها في بني ربيعة.
وأطلقت الأشعار تستحث قومها على إنقاذها، وتستصرخ البرّاق لانقاذها، وكان مما قالته ليلى وهي في الأسر هذه الأبيات الرائعة التي تمثل صرخةً أبية:
ليت للبرّاق عيناً فترى
ما أقاسي من بلاء وعنا
يا كليباً يا عقيلا إخوتي
يا جُنيداً ساعدوني بالبكا
عُذبتْ أختكمُ يا ويـــلكمْ
بعذاب النُكر صبحاً ومسا
يكذب الأعجم ما يقربني
ومعي بعض حساسات الحيا
قيّ.دُوني غللوني وافعلوا
كل ما شئتم جميعاً من بلا
فأنا كارهة بُغــيـتكم
ومريرُ الموت عندي قد حلا
أتدُلُّونَ علينا فارســــاً
يا بني أنمار يا أهل الخنا
يا إياد خسرت صفقتكم
ورُمي المُنظرُ من بُرد العمى
يا بني الأعماص إما تقطعوا
لبني عدنان أسباب الرجا
فاصطباراً وعزاءً حسناً
كلُّ نصر بعد ضُرٍّ يُرتجى
قُل لعدنان فديتم شَمّ.روا
لبني الأعاجم تشمير الوحى
واعقدوا الرايات في أقطارها
وأشهروا البيض وسيروا في الضحى
يا بني تغلب سيروا وانصروا
وذروا الغ1فلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم
وعليكم ما بقيتم في الورى
فوز بالحبيبة
سمع بعض الرعاة العرب القصيدة فأسرع الخطى يريد ديار أهلها، حتى بلغ البراق وأنشده على عجل صرخة ليلى وما إن أكمل الراعي شعرها حتى وضع البراق رجله في الركاب واعتلى صهوة جواده وصاح لفرسان ربيعة فتبعوه.
واجتمعت لديه قبائل ربيعة بن نزار وأحلافهم لحرب الفرس فانتصر البراق عليهم، واستنقذ ليلى ابنة عمه منهم.. واستحق أن يفوز بها ويتزوجها.
تولى البراق رئاسة قومه بني تغلب زمناً طويلاً، وصارت قبائل ربيعة بحسن تدبيره أوسع العرب خيراً. وتوفي نحو عام 479 م. ولحقته زوجته ليلى العفيفة بعد أربعة أعوام.

قصائد ليلى والبراق
لليلى قصيدة اخرى مرثية في ابن عمها غرسان اخي البراق حيث بلغها مقتله في الحرب:
قد كان بي ما كفى من حُزْن غرسان
والآن قد زاد في همّي وأحزاني
ما حالُ برّاق من بعدي ومعشرنا
ووالدي وأعمامي وإخواني
قد حال دوني يا برّاق مُجتَهد
من النوائب جهدٌ ليس بالفاني
تربّعُ الشوق في قلبي وذبتُ كما
ذاب الرصاص إذا أصلي بنيران
فلو تراني وأشواقي تقلّبني
عجبتُ براق من صبري وكتماني
يا عين فابكي وجودي بالدموع ولا
تملّ يا قلب أن تُبلى بأشجان
فذكر برّاق مولى الحي من أسَدٍ
أنسى حياتي بلا شكّ وأنساني
فتى ربيعة طوّاف أماكنها
وفارس الخيل في روع وميدان
في وداع البراق
عندما توفي البراق قالت من الشعر في وداعه:
تزود بنا زاداً فليس براجع
إلينا وصال بعد هذا التقاطع
وكفكف بأطراف الوداع تمتعاً
جفونك من فيض الدموع الهوامع
ألا فاجزني صاعاً بصاع كما ترى
تصوب عيني حسرة بالمدامع
وفي مدحه
ولها أيضا في مدح البراق وهي ترد على ام الاغر اخت كليب بن وائل وكانت لامتها على جزعها:
أم الاغر دعي ملامك واسمعي
قولا يقينا لست عنه بمعزل
براق سيدنا وفارس خيلنا
وهو المطاعن في مضيق الجحفل
وعماد هذا الحي في مكروهه
ومؤمل برجوه كل مؤمل

من اشعار البراق في ليلى
ومن اشعار البراق هذه الأبيات قالها يصف الديار بعد غياب ليلى عنها، ويذكـر أن عمه لُكَيْزاً – أبا ليلى – قد عرّضها حين لم يزوجها منه للسبي:
دون لَيلى عَوَّقَتْـنَا العَـوَائ.قُ
جُنُـودٌ وَقَفْـرٌ تَرْتَع.يـه. النَّقَان.ـقُ
وَعُجْم وأَعْرَاب وأَرْضٌ سَح.يقَـةٌ
وَح.صْن وَدُورٌ دُونَهَا ومَغَال.ـقُ
وَغَـرَّبَهَا عَنّـي لُكيْـزٌ ب.جَهْل.ـه.
وَلَمّا يَعُقْـهُ ع.نْـدَ ذلك عَائ.ــقُ
وَقَلّـدَني مَـا لا أُط.يـقُ إذا وَنَتْ
بَنُـو مُضَرَ الحُمْرُ الك.رامُ الشَّقائ.ـقُ
وَإنّي لأرجُوهُم ولَسْتُ بآئ.ـسٍ
وَإنّي ب.ه.مْ يا قَوْمُ لا شَكَّ وَاث.ــقُ
فَمَنْ مُبْل.غٌ بُرْدَ الإيـادي وقَوْمَـهُ
ب.أنّ.ـي ب.ثـأري لا مَحَالَةَ لاَح.ـقُ

مقالات ذات صلة

إغلاق