شعر وشعراء

أُمُّ الغَرِيب – يافا شعر : عبد الحي اغباريه

أُمُّ الغَرِيب – يافا
شعر : عبد الحي اغباريه
مَا أنصَفَ التَّاريخُ يا يَافا
لمَّا سقاكِ المُرَّ أضعَافا
لا يَعرفُ التَّاريخُ أنَّ بِها
مِن مُعجِزاتِ الصَّبرِ أصنَافا
والنَّاسُ فِيها رُغمَ ضِيقِهِمُ
لا يَشتكُونَ القَهرَ إلحَافَا
أمُّ الغَريبِ وَيا لَغُربتِها
كيفَ الغَريبُ يكونُ مِضيَافا ؟
مَن لِلغريبِ اليومَ إن بَرَمَت
أمُّ الغَريبِ إليهِ أكتَافا ؟
يَافا الكَئيبةُ إنَّ نَكبتَها
تَبكي عليهَا العينُ مِذرَافا
شَطَّ المَزارُ وصَار ساكِنُها
في أبعدِ الأقطَارِ طوَّافا
ضاقَت بهِ الدُّنيا بِما رَحُبَت
أضحَى ثَقيلَ الهمِّ أفَّافا
ألشَّاطئُ المَهجورُ يُتعِبُهُ
كَم ضَمَّ أمواجًا وأصدَافا
والمَركِبُ السَّكرانُ يُذهِلُهُ
ألقَى على الجَنبَينِ مِجدَافا
والبحرُ وَالميناءُ يحرُسُها
تَلٌّ سَما عِزَّا وإشرَافا
والدَّارُ مَن يا ربِّ يَقطُنُها
هَل شَرَّعَت لِلغيرِ أكنَافا ؟
قِرميدُها إِغبَرَّ مِن ألمٍ
شُبَّاكُها قد شافَ ما شَافا
سَاحاتُها تَرثي وَقد عَلِمَت
أن خصَّها التَّاريخُ إجحَافا
وَالأهلُ أينَ الأهلُ يا لهَفي
سَارُوا جمَاعاتٍ وَآلافا
في غُربةٍ صَارُوا وَقد كانُوا
في أرضِهِم صِيدًا وأشرَافا
لو أدرَكَ التَّاريخُ فِعلَتَهُ
ألقَى عصا التَّجوالِ واصطَافَا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق