أخبار عالميه

ختام مهرجان الثقافة الفلسطينية في روما يؤكد أن الثقافة والشعر سلاحان في مواجهة الإحتلال

الإعلامي إكرامي هاشم ممثل منظمة همسة في إيطاليا

وصال أبو عليا تخطف الأضواء في اليوم الختامي لمهرجان الثقافة الفلسطينية

أسدل الستار اليوم على فعاليات مهرجان الثقافة الفلسطينية السادس بالعاصمة الإيطالية روما، في ختام مؤثر خُصص لاستقبال عدد من المصابين والجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة وأسرهم.

استقبال وتضامن إنساني

استُهل اليوم الختامي بلقاء مفتوح بين الحضور والجرحى وذويهم، حيث استمع المنظمون والزوار إلى قصصهم وتجاربهم الإنسانية، في مشهد عكس البعد الإنساني العميق للمهرجان. وقد أقام المنظمون مأدبة غداء خُصص ريعها بالكامل لدعم هؤلاء المصابين وعائلاتهم.

 

ندوة سياسية وتحليل للأوضاع

عقب ذلك، انعقدت ندوة سياسية كان أبرز المتحدثين فيها الدكتور فيصل عرنكي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي فند أمام الحضور جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض والشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن استمرار الاحتلال كلف الدول العربية تريليونات الدولارات في سباق التسلح، ما أدى إلى إنعاش الاقتصاد الأميركي على حساب معاناة الشعوب العربية.

وأكد عرنكي أن الاحتلال الإسرائيلي ليس سوى أداة تخدم مصالح الغرب في المنطقة، مشيراً إلى محاولات الاحتلال محو كل ما يمت بصلة للتاريخ الفلسطيني، بما في ذلك تدمير أشجار الزيتون التي ترمز لجذور الفلسطينيين وتراثهم العريق.
كما وجه دعوة صريحة لكل الفصائل الفلسطينية وحركات التحرر للعودة إلى مظلة منظمة التحرير بقيادة حركة فتح من أجل توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن النضال الفلسطيني سيستمر بوسائل إيجابية ملتزمة بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة حتى قيام دولة فلسطين الديمقراطية “من البحر إلى النهر” وعاصمتها القدس الشريف.

كلمة الجالية الفلسطينية في ميلانو

من جانبه، أكد الدكتور خضر تميم، مسؤول الجالية الفلسطينية في ميلانو، على ضرورة توحيد الصفوف وتنظيم الجهود بين القوى والفصائل الفلسطينية لتحقيق هدف التحرر واستعادة الحقوق الوطنية.

أمسية شعرية تخطف الأضواء

واختتمت فعاليات المهرجان بأمسية شعرية مؤثرة أحيتها الشاعرة والكاتبة الفلسطينية وصال أبو عليا، التي ألقت خمس قصائد عكست واقع الألم والمعاناة في فلسطين، وخاصة في غزة. خطفت وصال الأنظار بأسلوبها القوي وأدائها المؤثر، وحظيت بتصفيق حار من الجمهور الذي تفاعل معها بشكل لافت.

وصال أبو عليا: الكلمة هي سلاحنا ضد الاحتلال

وعقب الأمسية الشعرية، وفي تصريح خاص، أشارت وصال أبو عالية إلى أهمية المشاركة في المهرجان، مؤكدة أنّه يشكّل فرصة للشعراء والكتّاب والمبدعين لإبراز أعمالهم وإبداعاتهم، شأنه شأن جميع المهرجانات الثقافية. وأضافت أنّ هذا المهرجان كان فرصة لتأكيد الحضور الفلسطيني أمام الشعب الإيطالي والعالم أجمع، وإثبات أن فلسطين حيّة وحاضرة في مختلف المحافل الدولية.

وأكدت أبو عليا خلال كلمتها أمام الحضور أنّ “الكلمة لنا”، مشبّهة الكلمة بالمطرقة التي تسبق النطق بالحكم في قاعة المحكمة، في إشارة إلى أنّ الدور الثقافي والأدبي يجب أن يواكب النضال الفلسطيني ويساهم في محاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وعن دور الثقافة في النضال الفلسطيني، أوضحت أنّ النضال الفلسطيني مستمر منذ أكثر من 75 عاماً ضد الاحتلال، وأن الثقافة تمثل جزءاً لا يتجزأ من هذا النضال، إذ يقع على عاتق المثقفين حفظ تاريخ وجغرافيا الأرض الفلسطينية، وإيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم. وأشارت إلى أنّ ما يكتبه المثقفون يعدّ بمثابة وثائق تاريخية توثّق الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال، مؤكدة أنّه سيأتي اليوم الذي يُحاسَب فيه الاحتلال على تلك الجرائم مهما طال الزمن.

أما عن قصائدها التي ألقتها في الأمسية الشعرية، والتي جسّدت من خلالها معاناة الشعب الفلسطيني، فأكدت أبو عليا أنّ فلسطين هي الأقرب إلى قلبها، وأن كل ما تكتبه نابع من معايشة يومية وشعور حيّ بما يحدث على أرض فلسطين
بعض من قصائد الشاعرة وصال أبو عليا والتي ألقتها في الأمسية الشعرية

بضع أمنيات
ليتني بائعة خبز في غزة
يا محمود درويش
لأهدي الأمعاء الخاوية
لكني لا أجد حمالا للطحين ..
الرغيف الآن معجون بالدم
وصار تاريخا وقصيدة
ليتني أمتلك حقل فراولة
لأوزع مافيه بالتساوي على النازحين
لكن القهر يسيل منه على يدي
ولا أحظي بكسرة من يقين
الحناجر تردد
“نموت جائعين ولن نركع”
إيمانًا بالواقعية
ليت الأمهات الثكالي يبعثن من جديد
وحدهن يستشعرن أشلاء أبنائهن بين الجموع
الأمومة دليل المتعبين والحائزين
الحياة
تشق القلوب وتحرق البعيدين والقريبين
ليتني لم أحذر الفرح
وأنا أشق الريح

قصيدة سبع سيدات من رفح
سيدة تقرأ بدر شاكر السياب
في خطوط الحياة القريبة والبعيدة ..
وسيدة تجمع الحطب
وتنير المدينة ..
سيدة تجني قمحها في الحقول
وتتساءل أي حزن يبعث المطر ؟
وسيدة تمسح الحزن
علي أطفال يتموا
في المدينة الثانية ..
سيدة تضمد الجراح في المشفي
وسيدة تعجن الفجر أرغفة ..
وتلك السيدة تدق قلبي
وهي تمشي بوجعها على أربع ..

Screenshot

إغلاق