الرئيسية
نعي /ببالغ الحزن والأسى، ننعى القامة الفنية والإنسانية الفلسطينية الكبيرة محمد بكري، الذي شكّل بصوته وملامحه ومواقفه ضميرًا حيًا للفن الملتزم، وترك أثرًا عميقًا لا يُمحى في الوجدان الفلسطيني والعربي.
كوبنهاجن ماهر حشاش

ببالغ الحزن والأسى، ننعى القامة الفنية والإنسانية الفلسطينية الكبيرة محمد بكري، الذي شكّل بصوته وملامحه ومواقفه ضميرًا حيًا للفن الملتزم، وترك أثرًا عميقًا لا يُمحى في الوجدان الفلسطيني والعربي.
لم يكن محمد بكري مجرد ممثل بارع، بل كان شاهدًا شجاعًا على الحقيقة، حمل قضيته بصدق ووعي، ودفع ثمن مواقفه الحرة دون تراجع. آمن بأن الفن موقف، وبأن الكلمة الصادقة لا تُهزم، فاختار طريقًا صعبًا وبقي فيه وفيًا لفلسطين وللإنسان.
قدّم عبر المسرح والسينما أعمالًا خالدة، جسّد فيها الإنسان الفلسطيني بكل ما فيه من ألم وكرامة وصمود، ومن أبرز أعماله:
• جنين جنين – الفيلم الوثائقي الشجاع الذي وثّق مجزرة جنين، ودفع ثمنه ملاحقات ومنعًا وتحريضًا.
• حيفا – حضور إنساني عميق في سينما الهوية والمنفى.
• زمن الخيول البيضاء – ملحمة سينمائية عن فلسطين قبل النكبة وبعدها.
• الزير سالم – مشاركة لافتة في عمل عربي تاريخي واسع الانتشار.
• عرس الجليل – أحد أهم أفلام السينما الفلسطينية الكلاسيكية.
إلى جانب عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، ظل محمد بكري صوتًا حرًا، لا يساوم ولا ينكسر، ومدافعًا صلبًا عن حرية التعبير وكرامة الإنسان.
برحيله، يخسر الفن الفلسطيني والعربي أحد أنبل فرسانه، لكن إرثه سيبقى حيًا، وأعماله ستظل شاهدة على زمنٍ قاوم فيه الفنُّ القمعَ، وانتصر للحرية.
رحم الله محمد بكري،
وألهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان،
وإنا لله وإنا إليه راجعون


