
*لقاء ثقافي يناقش السرديات الشفهية ومنهجية التوثيق*
د. وسيلة محمود الحلبي
تم انعقاد لقاء ثقافي فكري خصص لمناقشة أحد الإصدارات المعرفية ضمن سلسلة تُعنى بالموروث الثقافي والسرديات الشفهية، وذلك بحضور عدد من المثقفين والباحثين والمهتمين بالدراسات التراثية.
أقيم اللقاء في جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية، واستضاف الأمسية الوكيل الأدبي الدكتور عبدالله البطيان، فيما أدار الحوار الأستاذ راشد القناص، حيث قدم طرحًا ثريًا أسهم في تعميق النقاش حول منهجية العمل ومضامينه.
وتناول اللقاء عدة محاور رئيسة، كان أبرزها واجهة الإصدار وغلافه، حيث ناقش الحضور مكونات التصميم ذات الطابع التاريخي، ودلالاتها البصرية، إضافة إلى أسباب اختيار العناوين وما تحمله من أبعاد رمزية ومنهجية تعكس محتوى العمل ومساره الفكري.
كما تطرق النقاش إلى منطقة البحث أو الزمكان الذي انطلق منه العمل، موضحين الامتداد الجغرافي والزمني للإصدار، والدوافع العلمية والثقافية لاختيار هذا النطاق، لما يتمتع به من ثراء سردي وعمق اجتماعي يرفد المادة البحثية بمصادر حية.
وفي محور آخر، تم الوقوف على النتائج المرجوة من الإصدار، والتي تهدف إلى توثيق السرديات الشفهية، وإحياء الذاكرة الشعبية، وتقديم محتوى يجمع بين البحث العلمي والأسلوب السردي القريب من المتلقي.
وناقش المحاور، الباحث عن انحياز الإصدار نحو السرد القصصي، مستعرض توظيف الأحاجي والمرويات الشفهية وجوانب التعبير الشعبي، باعتبارها أدوات فاعلة في نقل المعرفة وحفظ الموروث الثقافي من الاندثار.
كما ألقي الضوء على المصادر المرجعية المعتمدة في العمل، مع التأكيد على التوازن بين الإضافة البحثية الخاصة بالمؤلف، وما تم الاعتماد عليه من مصادر مكتوبة ومرويات ميدانية.
وتساءل الحضور حول مستقبل السلسلة، وما إذا كانت قد اختتمت بأربعة أجزاء، أم أن هناك نية لمراجعة التجربة وإضافة إصدارات جديدة تعيد قراءة النتائج وتوسع نطاق البحث.
وأشاد المتداخلون بـ جهود الباحث في تقديم هذه السلسلة، مؤكدين أن مبادرته أسهمت في إحداث حراك ثقافي لافت، وفتحت المجال أمام الاهتمام بالسرديات الشفهية كمنهج بحثي وثقافي.
واختتم اللقاء باستعراض ردود الفعل التي رافقت نشر العمل، سواء من العامة أو من النخبة المهتمة بهذا النوع من الدراسات، حيث أظهرت الآراء تقديرًا واضحًا للطرح والمنهج، واهتمامًا متزايدًا بمثل هذه الإصدارات المعرفية.


