
في حضرة الشعر
( إلى الشرفاء رفاق الفكر والقلم
……………………………………….
( بورتريه عصري)
ماخفي من القصة
قصيدة للشاعر الكبير أحمد سويلم
…………………………………
يوما.
كان يمر على الصفوة
يحني رأسه
ويقبل أطراف الأيدي والأقدام
ويصوغ مدائحه ذلا وولاء
لكن.. داخله كان
يحمل بغضا أسود
يضمر حسدا أقسى من حسد النسوة
أعلن أحد الصفوة أن يتبناه
ويؤثره بحنانه
_ حذرناه فلم ينصت لمحاذير رفاقه _
انطلق يهدهد طائره الجارح
يمنحه الأجنحة
ويمنحه فضاء.. وسماء.. وكواكب
_ وقف الحارح يوما ينظر في مرآته
يتساءل.. ويجيب
أملاكا.. أنظر.. أم شيطانا
أغراه الشيطان.. وهيأ ما يتمناه
أسرع يصعد مفتونا يخبط بحناحيه
يعلن ملكا.. وفضاء.. وسماء زائفة
حتى من أهداه بالأمس جناحيه وحنانه
ألقاه صريعا خلف صحارى أطماعه..
_ صار الراعي والمختال بسطوته
والمحتال بألقابه..
أمسى طاووسا مأفونا
انتفخت أوداجه
حتى كادت أن تتفحر أشتاتا
وتوهم أن العالم أمسى ملك يديه
فهو الأشعر.. والأشهر.. والأكبر
وهو المتفرد في سلطته والأقدر
اجتمع حواليه السدنة والسفهاء
ودواب وهوام تتلون كل صباح حتى ترضيه
وتحلقت النسوة حوله
يطلبن القرب.. ويتمنين السلوى
قضي الأمر…
فلا عودة..
التصق الشيطان بمقعده
أقسم ألا يبرحه إلا بالموت
وتمر الأيام…
فطغى وتجبر
وتزيا أردية السلطة والأمراء
وصار له حاشية فاسدة ورعايا وحواريون
صار له شعراء.. وحكماء.. وإنجازات
صار له أبواق.. وحكايات
وانطلق بلا رحمة
يقصي عنه الصفوة
يرميهم بالتهم الزائفة
وينفيهم خارج أسوار الكلمة
يمعن في تشويه مسيرتهم
يعلن قصف الأقلام.. وزم الأفواه
حتى يئس الصفوة…
صمتوا
رفعوا الهامات
هجروا وطن الأمس
ونفايات البشر
وما عادوا يحتملون مقاومة
وضعوا في ضجر أسلحة القوة في الأغماد
وانشغلوا شغفا بالإبداع الباقي
وخلود الكلمة
كتبوا ما خفي من القصة
للأجيال الآتية
لعل الشمس تهلل ثانية
بعد الظلمة….
قصيدة للشاعر الكبير
أحمد سويلم
عناية مكتب القاهرة
مدير التحرير ومدير مكتب القاهرة
شاعر الأمة محمد ثابت


