الشخص اللي بيكرر نفس الغلطة معاك، رغم إنك نبهته وقلتله “أنا بتضايق من كده”… ده ماعندوش أي عذر.

عارف يعني إيه حد يكرر نفس الغلطة معاك رغم إنك قولتله صراحة “أنا بتضايق من كده”؟ يعني الموضوع بالنسباله مش نسيان ولا هفوة ولا صدفة… ده استهتار بيك وبمشاعرك. لأن الإنسان العاقل الطبيعي لما يعرف إن فيه حاجة بتوجعك أو بتضايقك، أول رد فعل طبيعي إنه يتجنبها، يحافظ عليك، يحاول يصلّح عشان ما يأذيش قلبك تاني.

لكن اللي يفضل يكرر نفس الغلط مرة واتنين وتلاتة، يبقى هنا مفيش أي عذر. هو سامعك، عارف إنك اتأذيت، ومع ذلك بيرجع يعمل نفس الحاجة من تاني. واللي يعمل كده بيكون بيختبر صبرك، أو مش شايف ليك قيمة كفاية عشان يغير نفسه عشانك. ودي الحقيقة اللي بتوجع، إن في ناس مهما ادّيتهم تنبيه ومهما صرحت بمشاعرك، هما مش فارق معاهم إنك ترتاح أو تتعب.

ممكن نغلط إحنا مرة ونسامح، ندي فرصة للتاني يراجع نفسه، لكن الغلط المتكرر بيفضح النوايا. لأن اللي بيحبك بجد، هتلاقيه حريص على تفاصيلك الصغيرة، بيخاف يضايقك بكلمة أو تصرف، ولو غلط مرة، مش هيعيدها تاني، بالعكس هيكون أحرص. أما اللي ماعندوش مشاعر صافية ناحيتك، هيتعامل مع تحذيراتك كأنها كلام عابر مش فارق.

إنت هنا لازم توقف وتفكر: هو أنا ليه أسمح لحد إنه يوجعني بنفس الطريقة كل مرة؟! ليه أدي أعذار لإنسان مش بيقدّرني؟! القبول المتكرر للخطأ مش تسامح… القبول المتكرر ضعف، وإنت مش ضعيف. ضعفك الحقيقي بيبدأ من اللحظة اللي تسكت فيها وتقبل إهانة أو وجع رغم إنك عارف إنه متعمد.

في النهاية، أي علاقة صحية مبنية على احترام متبادل، مش حب من طرف واحد بيُستغل. لازم تكون عارف إن احترامك لنفسك يبدأ من أول خطوة تاخدها لما تلاقي شخص بيكرر نفس الغلط معاك. متديش فرصة تانية للي مش عايز يتعلم من الأولى.

الخلاصة: اللي بيكرر نفس الغلطة رغم تحذيرك… ماعندوش أي عذر، ووجوده في حياتك أكبر غلط.

الموضوع مش سهو، ولا غلطة غير مقصودة، ولا حتى سوء تفاهم. الموضوع اسمه: عدم تقدير. اسمه: استهانة بمشاعرك، وقلة احترام لزعلك.

فـ بالله عليك،

ما تروحش تعاتبه بكل طيبة وتسأله:

ليه عملت كده تاني؟ لأن الحقيقة إنه عارف كويس اللي بيعمله. وعارف كمان إنه بيوجعك. بس هو اختار راحته على زعلك، واختار مزاجه على احترامك. اللي يكرر غلطته وهو فاهم ومُدرك، مايستاهلش تبرير، ولا عتاب، ولا حتى لحظة زعل تانية عليه. احفظ كرامتك، وسيب اللي ماقدّركش يتعود على غيابك زي ما اتعود يوجعك.

#علم_نفسك_تنمية