
انعقدت اليوم ١٣/٩/٢٠٢٥ في قاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية ندوة علمية بعنوان: «إدراك اللغة وسياق الواقع: نحو تفسير مقاصدي معاصر». وجاءت هذه الندوة في إطار سعي الجامعة إلى تجديد الخطاب الإسلامي وتكييفه مع تحديات العصر. وقد شكّلت هذه الفعالية حدثًا علميًا بارزًا، تجاوزت حدود التجمع الأكاديمي التقليدي لتكون محطة فكرية مهمّة لتقويم المنهجيات التفسيرية الموروثة واستكشاف آفاق جديدة للتفاعل مع النصوص المقدسة في ضوء الواقع المعاصر.
استُهلّ البرنامج بتلاوة عطرة للقرآن الكريم بصوت الطالب إبراهيم شاهبندري ، تلتها كلمة الترحيب التي ألقاها الأستاذ عبد الرحمن بي.واي، رئيس القسم ومنسق الندوة ثم ألقى الأستاذ سي.تي. سهيل الكلمة الرئاسية، أعقبها الأستاذ عبيد تي. كيه بكلمات افتتاحية ممهّدة لمسار الندوة.
ثم جاءت المحاضرات العلمية التي شكّلت العمود الفقري للبرنامج؛ حيث قدّم الأستاذ الشيخ سيد محمد محاضرته حول «أصول التفسير في الماضي والحاضر»، مقدّمًا رؤية شاملة تجمع بين التراث التفسيري والاتجاهات الحديثة. تلاه الدكتور عبد النصير الأزهري بمحاضرة تناول فيها «مفهوم الظاهر وضوابطه»، مبرزًا المخاطر المترتبة على سوء فهم هذا المفهوم في الاستدلال الشرعي. واختُتمت الجلسة بمحاضرة الأستاذ أشرف كيزوبارامب، عرض فيها رؤيته حول «التفسير المقاصدي»، مستعرضًا إمكاناته وتحدياته في العصر الحاضر. وقد بدت هذه المحاضرات الثلاث مترابطة في نسقها، إذ انتقلت بالحاضرين من التأصيل النظري إلى التطبيق العملي للمقاصد في الفهم التفسيري.
ولم تقتصر الندوة على الطرح الأحادي الجانب، بل وفّرت منبرًا للحوار البنّاء عبر حلقة نقاش أدارها الدكتور عبد الحفيظ الندوي بمشاركة كلٍّ الضيوف وقد شهدت هذه الجلسة تفاعلاً علميًا غنيًا ونقاشات معمّقة.
وفي ختام الجلسة الصباحية، جرى تقديم الهدايا التقديرية للمشاركين، ثم ألقى الأستاذ خليل الرحمن كلمة الشكر الختامية.
أما في الفترة المسائية، فقد برز دور الجيل الجديد من الباحثين من خلال جلسة عرض الأوراق البحثية التي ترأسها الدكتور محمد واصل، وشارك فيها كلٌّ من: أ. بشير الدين الشرقي، و أمين فضل، ومحمد طاهر، ومحمد شافعي، ونفيسة جسيرة، وبرهان ياسين. وقد تنوعت الأوراق بين التحليل اللغوي والقضايا الأخلاقية المعاصرة، عاكسة حيوية النقاشات العلمية وثراءها. واختتمت الجلسة بكلمة شكر ألقاها الأستاذ عبد الرحمن بي.واي.
لقد مثّلت ندوة «إدراك اللغة وسياق الواقع: نحو تفسير مقاصدي معاصر» حدثًا استثنائيًا تخطّى حدود استعراض المعلومات ليغدو ملتقى للعلماء والطلاب يتبادلون فيه الرؤى حول منهجيات تفسيرية متجدّدة تستجيب لتحديات العصر. وإن النجاح الذي حققته هذه الندوة يُعدّ خطوة مهمّة على طريق تعزيز البحث العلمي في الدراسات الإسلامية وتجديد فهم التراث، بما يترك أثرًا إيجابيًا دائمًا في مسيرة المعرفة.

