الرئيسيةمقالات

مانويل حساسيان… السفير الذي جمع فلسطين في هوية متعدد

في قلب القدس، المدينة التي تتقاطع فيها الأديان والثقافات، وُلد عام 1953 شابّ سيحمل لاحقاً لقب “السفير”. إنه مانويل سركيس حساسيان، رجل جمع بين الأرمنية والفلسطينية، بين المسيحية والعروبة، وبين الفكر الأكاديمي والدبلوماسية. لم يكن مجرد سفير في قاعات السياسة، بل كان صورة مصغّرة عن فسيفساء الهوية الفلسطينية المتعددة.

الجذور والتكوين

يصف نفسه قائلاً: “أنا أرمني العرق، مسيحي الديانة، كاثوليكي الطائفة، فلسطيني الجنسية، عربي القومية، مسلم بالثقافة”. هذا التعريف لم يكن مجرد كلمات، بل خريطة هوية جسّدها في فكره وعمله، حيث تحوّل الانتماء المتعدد إلى مصدر غنى وقوة، بدلاً من أن يكون تناقضاً.

من قاعات الجامعات إلى ميادين الفكر

بدأ رحلته الأكاديمية في بيروت حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية عام 1975، ثم شدّ رحاله إلى الولايات المتحدة لينال الماجستير في العلاقات الدولية (جامعة توليدو، 1976)، والدكتوراه في السياسات المقارنة (جامعة سينسيناتي، 1986).

عاد إلى فلسطين ليكرّس أكثر من ربع قرن في جامعة بيت لحم، متنقلاً بين أستاذية العلوم السياسية وعمادة الطلبة وكلية الآداب، وصولاً إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي.

في موازاة ذلك، أنتج كتباً وأبحاثاً تناولت المجتمع المدني الفلسطيني، الحركات الوطنية، وقضية اللاجئين، مثل كتابه Palestine Factionalism، الذي بات مرجعاً في فهم الانقسامات الفلسطينية المعاصرة.

السفير في ساحات السياسة

لم يتوقف حساسيان عند حدود الجامعة، بل حمل همّ فلسطين إلى العالم.

  • عُيّن سفيراً لفلسطين في المملكة المتحدة (2005–2018)، حيث برز كصوت صريح يدافع عن فلسطين في وجه الإعلام والسياسة البريطانية.
  • انتقل بعدها إلى المجر (2018–2019)، ثم إلى الدنمارك (2020) حيث يشغل أيضاً منصب عميد مجلس السفراء العرب.
    بفضل حضوره القوي وخطابه الواضح، نال عام 2015 جائزة Grassroot Diplomat، تكريماً لجهوده الدبلوماسية المؤثرة.

فكر يجمع ولا يفرّق

لم ينظر حساسيان إلى فلسطين من منظور ضيق، بل اعتبرها قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، قضية حقوق لا صراع أديان. آمن بأن التعددية الثقافية للشعب الفلسطيني مورد قوة في معركة الوجود. وفي خطاباته، كان يمزج بين دقة الباحث الأكاديمي ووضوح الدبلوماسي المتمرّس، ليقدّم رواية فلسطينية قادرة على مخاطبة الآخر بلغة منطقية وإنسانية.

السفير الإنسان

وراء الألقاب الرسمية، ظلّ مانويل حساسيان صورة للفلسطيني الذي يحمل وطنه في صوته وكلماته. هو الأكاديمي الذي علّم أجيالاً في بيت لحم، والسفير الذي مثّل فلسطين في عواصم أوروبا، والمثقف الذي يؤمن أن الهوية ليست جداراً يُغلق بل جسراً يُفتح.

✦ خلاصة المقال:

مانويل حساسيان ليس مجرد دبلوماسي تقليدي، بل هو جسر بين الشرق والغرب، وبين الفكر والعمل، وبين الهوية المتعددة والوطن الواحد. إنه السفير الذي استطاع أن يختصر فلسطين كلها في شخصه، فلسطين التي تعيش في التعدد، وتنهض من خلاله

من هو مانويل حساسيان؟

مانويل سركيس حساسيان (من مواليد 28 ديسمبر 1953 في القدس)، هو أكاديمي ودبلوماسي فلسطيني من أصول أرمنية وكاثوليكية. يحمل خلفية ثقافية معقدة ومتنوعة، إذ قدم نفسه ذات مرة بأنه “أرمني العرق، مسيحي الديانة، كاثوليكي الطائفة، فلسطيني المواطنة، عربي القومية، ومسلماً بالثقافة”  .

المسيرة التعليمية والأكاديمية

  • حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1975، ثم الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة توليدو في أوهايو عام 1976، وتبعتها الدكتوراة في السياسات المقارنة من جامعة سينسيناتي عام 1986   .
  • قضى نحو 25 عاماً في جامعة بيت لحم، حيث تقلّد مناصب عدة منها: أستاذ العلوم السياسية، عميد الطلبة، عميد كلية الفنون ورئيس قسم العلوم الإنسانية، ثم نائب الرئيس التنفيذي  .

النشاطات الإدارية والبحثية

  • شغل مناصب قيادية بجانب عمله الأكاديمي مثل رئاسة مؤتمر رؤساء الجامعات بوزارة التعليم العالي الفلسطينية، ورئاسة برنامج التعاون الفلسطيني–الأوروبي–الأمريكي في التعليم (PEACE)  .
  • عمل مستشاراً مع لجان رسمية عدة، مثل: لجنة شؤون اللاجئين، لجنة الشؤون الكنسية، وزارة التخطيط والتعاون مع اليونيسكو، وفريق الوطني الفلسطيني للمفاوضات حول اللاجئين ضمن مكتبOrient House   .
  • نشر العديد من الكتب والدراسات في السياسة المقارنة، والحركات الفلسطينية، والمجتمع المدني، مثل: Palestine Factionalism… وPolitical Opposition within the Palestine National Movement  .
  • حصل على درجة دكتوراه فخرية من جامعة ريمس في فرنسا، وترشح لجائزة Gleitzman للشرق الأوسط من جامعة ميريلاند، كما نال جائزة Grassroot Diplomat لعام 2015 عن عمله الدبلوماسي في المملكة المتحدة   .

المسيرة الدبلوماسية

  • منذ أواخر 2005 وحتى 2018، كان الممثل / السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة  .
  • ثم عُيّن سفيراً لفلسطين لدى المجر بين 2018 و2019  .
  • ومن 20 أكتوبر 2020، تولى منصب سفير فلسطين لدى الدنمارك، ويشغل أيضاً منصب عميد مجلس السفراء العرب هنا
  • الخلاصة   

المهنة

أبرز التفاصيل

أكاديمي ودبلوماسي

مناصب أكاديمية عدة بجامعة بيت لحم

سفير

لدى المملكة المتحدة (2005–2018)، المجر (2018–2019)، الدنمارك (من 2020)

خلفيته

فلسطيني أرمني مسيحي، وطني الثقافة متعددة

المهنة

أبرز التفاصيل

أكاديمي ودبلوماسي

مناصب أكاديمية عدة بجامعة بيت لحم

سفير

لدى المملكة المتحدة (2005–2018)، المجر (2018–2019)، الدنمارك (من 2020)

خلفيته

فلسطيني أرمني مسيحي، وطني الثقافة متعددة

.

1. الجانب الأكاديمي

  • الدراسة والتخصص:
    • بكالوريوس في العلوم السياسية – الجامعة الأمريكية في بيروت (1975).
    • ماجستير في العلاقات الدولية – جامعة توليدو، أوهايو (1976).
    • دكتوراه في السياسات المقارنة – جامعة سينسيناتي (1986).
  • المسيرة الجامعية:
    • أمضى أكثر من 25 عاماً في جامعة بيت لحم.
    • تقلد مناصب مهمة:
      • أستاذ العلوم السياسية.
      • عميد الطلبة.
      • عميد كلية الآداب.
      • نائب الرئيس التنفيذي للجامعة.
  • الإنتاج الفكري:

    • كتب وبحوث في السياسة المقارنة، الحركات الفلسطينية، المجتمع المدني، والهوية الوطنية.
    • من أبرز مؤلفاته:
      • Political Opposition within the Palestine National Movement.
      • Palestine Factionalism: Politics and Society since 1977.
    • نشر دراسات في قضايا اللاجئين الفلسطينيين، المرأة والمجتمع المدني، والديمقراطية.

2. الجانب الدبلوماسي

  • سفير فلسطين في بريطانيا (2005–2018):
    مثّل فلسطين في واحدة من أهم العواصم السياسية عالميًا. خلال هذه الفترة:
  • قدّم فلسطين للرأي العام البريطاني والإعلام الدولي.
  • كان صريحًا في نقد السياسات الغربية المنحازة لإسرائيل.
  • حصل على جائزة Grassroot Diplomat (2015) تقديراً لدوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
  • سفير فلسطين في المجر (2018–2019).
  • سفير فلسطين في الدنمارك (من 2020):
    • يشغل أيضًا منصب عميد مجلس السفراء العرب هناك.
    • نشط في إيصال الرواية الفلسطينية للمجتمعات الأوروبية.
  • المشاركة السياسية:
    • عضو في لجان استشارية فلسطينية (اللاجئين، الشؤون الكنسية، التخطيط مع اليونسكو).
    • شارك في الملفات التفاوضية حول قضية اللاجئين في التسعينيات.

3. الجانب الفكري والشخصي

  • هوية متعددة الأبعاد:
    قدّم نفسه ذات يوم بالصيغة التالية:
    “أنا أرمني العرق، مسيحي الديانة، كاثوليكي الطائفة، فلسطيني الجنسية، عربي القومية، مسلم بالثقافة.”هذه الصياغة تكشف عن رؤيته الشمولية، وقدرته على دمج الانتماءات المتعددة في هوية فلسطينية–عربية جامعة.
  • فكره السياسي:
    • يؤمن أن القضية الفلسطينية ليست صراعاً دينياً بل قضية تحرر وحقوق.
    • يدعو دائمًا إلى ربط الهوية الفلسطينية بالثقافة العالمية والانفتاح على الآخر.
    • يرى أن الشتات والتنوع الثقافي يمكن أن يكون مصدر قوة للشعب الفلسطيني.
  • سماته الشخصية:

    • مثقف موسوعي، يجمع بين التحليل الأكاديمي والخطاب السياسي المباشر.
    • معروف بصراحته في الدفاع عن فلسطين أمام الإعلام الغربي.
    • يحظى باحترام في الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية بسبب توازنه بين الحزم والديبلوماسية الهادئة.
    • خلاصة

مانويل حساسيان شخصية فلسطينية استثنائية، جمعت بين الأكاديمية والفكر والدبلوماسية العملية، كما جسّد في ذاته فسيفساء الهوية الفلسطينية المتعددة. فهو صوت علمي وفكري داخل فلسطين، وصوت سياسي ودبلوماسي قوي خارجها

حين يصبح السفير قصيدة

في مانويل حساسيان، لا ترى فقط وجهاً دبلوماسياً أو أستاذاً جامعياً؛ بل ترى فلسطين نفسها وهي تحاور العالم. ترى القدس وهي تنطق بلغات الأرض كلّها، بلا خوف ولا وجل. كأنه يحمل في ملامحه حكاية شعب متعدد الملامح، لكنه واحد في القلب والهوية.

هو السفير الذي لم يكتفِ بتمثيل وطن على طاولة المفاوضات، بل مثّل إنسانية تتجاوز الحدود. في حضوره تتجسّد فكرة أن الهوية ليست بطاقة رسمية ولا مجرد جواز سفر، بل هي حكاية تُروى، وصوتٌ لا يُخمد، ورسالة لا تنطفئ.

ولعل أعظم ما تركه مانويل حساسيان هو أن يذكّرنا بأن فلسطين ليست جغرافيا محاصرة، بل قيمة حيّة تسكن قلوب من يؤمنون بعدالتها. ومن هنا، يصبح السفير نفسه قصيدة؛ قصيدة مقاومة وكرامة، قصيدة هوية وانتماء، قصيدة وطن لا يغيب

إغلاق