اخبار الطفلمقالات

اليوم العالمي للغة العربية) (“نخلة الأحساء ومساهمتها للإعمار في الأرض”

بقلم د. عبدالله بن عيسى البطيّان

لعل اليونسكو حينما تنبهت للواحة، ونتاجها الذي يقدم للبشرية وتوأمة الحس البيئي، مع ما تقدمه بيئيًا، والذي له انعكاسات في حياة الإنسان مباشرة، قادت بتلك التنبه الوعي المتقدم الذي كان عليه الآباء والأجداد، الذين زرعوا، وأبدعت أيديهم، حياة نحصدها نحن الآن نتاج ما قدموا.

الكثير من الأفعال، ونتائج الأقوال، ترجمتها الآثار الخالدة في الوجود، ولم يُذكر من أصحابها إلا النزر اليسير، فكيف لواحة هي الأكبر في العالم من صنع الإنسان الأحسائي، وهالة الصبر والاستدامة التي قادته للبذل والعطاء على مدى عمر؛ ليعيش بكرامة (حوّل الأرض القاحلة إلى جنة).

لم تتفجر الأنهار والينابيع دون يد أحسائية حفرت، وساهمت في ري ما زرعوا، حتى حدث هذا التصور الجمعي في واحة الأحساء، وكذلك ما يحدث في الثقافة، والأدب، والأخلاق، والطباع المحسوسة الملموسة في الطيبة، والرحابة، والغنى النفسي؛ للعيش الكريم، والحب الذي لاحدود له تجاه هذه الأرض وأهلها، قاد العالم؛ لأن يشهد للفرد الأحسائي بظهور سمعته الجماعية، بأن أهله من أنبل شعوب الأرض، ولم يذكر كذلك إلا النزر اليسير من أهلها الذين جاهدوا في سبيل العلم والمعرفة؛ ليعلو صوت القيم العليا الإنسانية، وينعم الإنسان بنموذج لامثيل له في السلم الأهلي، والتعايش وتعاملهم مع نظائرهم في الخلق؛ ليظهروا بسم المملكة العربية السعودية.

هكذا أبدو في الحقيقة، مع قطرات الاستدامة التي أقوم بها، كيف شكلت بشكل أو بآخر هالة جمعية في المجتمع؟.

قد لايعرفني إلا من لامس عملي وجهدي، في سبيل صناعة الثقافة العليا، دون إدعاء بشيء سوى، مسيرة عقدان انصرما، والحث على إبقاء المشهد الأحسائي، ساخن يتوقد دون توقف، وكما قال المهندس عبدالله الشايب كلمته الخالدة: الأحساء لاتتثائب، التفكير المتقدم خير من النقاش المتأخر، الهفوف يقظة لاتنام.

إن ما أقوم به من زراعة، وسقاية، وعناية في بستان الثقافة المتجلي ناحية الأدب، والأخلاق الحميدة، نتيجة للحب، والرغبة، والإرادة، والإصرار، والعزيمة (بفردانيتي) التي تبلورت في مد يدي، لكل من حولي، قادني بأن أضيء دون أن يراني أحد مباشرة، ولكن أثري بين محيطي شاخص العيان.

قبل عقدين من الزمن، كانت دائرة الضوء قاصرة على النخب، ولازال (التموضع) حول (الشللية) قاد الأفراد، لصنيعة الفلاح، إلا أن الدور الجمعي الذي يقطره المجتمع، كان كالشمس، مقارنة بي، كخيط من خيوطها، التي تنعكس على بيئتي، سواء في حراكي الفردي بعين من يرى “عبدالله البطيان” الإنسان والشاعر، والمتحذلق بالأدب، أو في ظاهرة النورس الثقافية، وتفجر الطاقات الإبداعية.

كيف كان الشريك الأدبي والمشاركة في إحياء دورته الأولى، وماذا قدمت؛ ليتشكل بعدها في دوراته الثلاث التي تليه ومشاركتي فيه لإثراء المشهد الثقافي؟
كيف كان الوكيل الأدبي، والمشاركة في التجربة السعودية الأولى ،وتنامي المشروع بين الوكالات، والوكيل، وتنظيم سوق النشر في السعودية.

لا غرابة؛ بأن أحيي مثل هذا اليوم العالمي للغة العربية في مارسيليا، بدعوة كريمة من دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة، في الملتقى العربي بالمكتبة الكبرى، مع أن عملي في مشروع نقل المدونة السعودية عبر بوابة أوروبا، واضح العيان، إلا أنهم أصروا بعناية أن أشارك كشاعر وكاتب سعودي في عيون محبيه هنا في فرنسا.

أن يمتد عطاء النخلة ومساهمتها في إعمار الأرض، سمة حملت الحس الإنساني، والشعر، بجناحي المشاعر والشعور، لصناعة الفارق عبر الزمن، لذا لم يدرك الصبر، والعمل المستدام، إلا رؤية.. تقود الرغبة، وتتحرك بالإرادة، بأن تتحمل صخب العالم، الذي يحتفل بطريقته، إلا أن العربي عمومًا، والسعودي الأحسائي خصوصًا، يحتفل باليوم العالمي للغة العربية في كل مجتمعات العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق