السّيد وزير الشؤون الدّينية التونسية يؤدّي زيارة عمل إلى سليانة.

أدّى السّيد أحمد البوهالي وزير الشؤون الدّينية يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 زيارة عمل إلى ولاية سليانة ( شمال غربي الجمهورية التنسية ، 129 كيلومتر عن العاصمة تونس ) استهلّها بالاطلاع على معرض في بهو الولاية يتضمّن المشاريع الدّينية المزمع إنجازها في سليانة في الفترة القادمة وقدّم تفاصيلها السّيد أكرم محمود رئيس مصلحة المعالم الدّينية.

وافتتح السّيد الوزير صحبة السّيد خالد الواعري والي سليانة والسّيد عبد الحميد البراري المدير الجهوي للشؤون الدّينية بالجهة اليوم الدراسي الذي نظمّته الإدارة الجهوية بسليانة حول “التصدّي لظاهرة العنف المتفشّي في بعض أوساط المجتمع”، وأكّد أنّ الدّين الإسلامي الحنيف احترم حقوق الإنسان وحثّ على حفظ كرامته ونصّ على ضرورة تعامل الناس فيما بينهم باحترام ولياقة ورفق مستشهدا بقول الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”، وأضاف أن العنف مرفوض مهما كان مصدره موضّحا أنه يتخذ أشكالا مختلفة نفسية ولفظية وبدنية وعلى كل مكوّنات المجتمع الالتفاف من أجل إيجاد حلول مشتركة أمنية ودينيّة واجتماعيّة ونفسيّة، للتصدّي له ودعا إلى أن تنبثق عن النّدوة مخرجات من شأنها أن تساهم في الحدّ من العنف كما دعا الإطارات المسجديّة إلى المساهمة الفعّالة في توعية الناس بذلك.

ومن جهته أثنى السيد والي سليانة في كلمته على الدّور الرائد لوزارة الشؤون الدّينية في نشر القيم السّمحة ومكافحة كل المظاهر المخلّة بالآداب والعمل على بناء مجتمع قائم على الأخلاق والعدل.
وتضمّن اليوم الدّراسي الّذي ترأس جلساته السّيد عصام الدريدي (رئيس مصلحة التكوين والدراسات) المداخلات التالية:
-” دور مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي في الإحاطة بالمنقطعين عن الدراسة والجانحين وإعادة تأهيلهم وإدماجهم اجتماعيا “:السّيد عزّ الدّين الخضراوي مدير المركز .
– ” العنف في الوسط المدرسي: أسبابه وطرق معالجته”: السيّد جمال المنّاعي أخصّائي نفسي بمندوبيّة التربية.
– ” مخاطر العنف داخل الاسرة وأشكال الإحاطة: التشريعات والواقع ” السّيد الأسعد المعشاوي : مندوب حماية الطّفولة بسليانة.
– ” مقاومة العنف من خلال السّيرة النبوية “: الشّيح فيصل الشتيوي إمام خطيب.

هذا وكرّم السّيد وزير الشؤون الدّينية ثلّة من الأئمة الخطباء السّابقين وهم الشيخ بلقاسم البرقاوي والشّيخ محمد الناجي الوافي والشيخ علي الوافي .

ومواصلة لزيارة العمل عاين السّيد الوزير والسّيد الوالي موقع مشروع مقرّ الإدارة الجهويّة للشؤون الدّينية بالحيّ الإداري بسليانة ثم دشن جامع النّور بفيض عروس من معتمديّة سليانة الجنوبية وزار كتّاب جامع القنّارة من معتمديّة سليانة الجنوبيّة حيث أوصى بمزيد التركيز على غرس القيم الأخلاقية وقيم المواطنة لدى الناشئة وشدّد على اتّباع الهندسة المعماريّة التونسيّة في تشييد بيوت اللّه.

وزار السّيد الوزير زاوية سيدي حمادة التي تأسّست سنة 1672 وجامعها المشيّد سنة 1940 من معتمديّة سليانة الجنوبيّة واطّلع على معرض لبعض المخطوطات وكتب القرآن القديمة المكتوبة بخطّ اليد كما قدّم مشائخ الجهة نبذة عن الدّور الرّائد لقريتهم ومعلمهم الدّيني في تحفيظ القرآن وتخريج العديد من الحفظة الّذين انتشروا للعمل والإفادة بعلمهم في مختلف جوامع الجمهوريّة وذكّروا بالدّور التاريخي للأئمّة في مقاومة الاستعمار ودورهم الاجتماعي في فضّ الخلافات وإيواء عابري السبيل وإطعام المساكين والعناية بفاقدي السند، فضلا عن نشر القيم السمحة من خلال تحفيظ كتاب اللّه العزيز وتنظيم حلقات الذّكر والمدائح والأذكار ووعد السيد وزير الشؤون الدّينية بالمناسبة بتنظيم يوم دراسي حول الدّور التاريخي لأئمّة سليانة حفاظا على الموروث الدّيني لتونس.
هذا وواكب الزيارة السّيدة المعتمدة الأولى وكل من السّيدات والسّادة معتمدي سليانة الشمالية والجنوبية، والمدير الجهوي للشؤون الدينية، وعدد من المديرين الجهويين وممثّلي الإدارات الجهوية ذات العلاقة، والكاتبان العامان لبلديتي سليانة ، وعضوا المجلس الوطني للجهات والأقاليم، وعضو مجلس الإقليم الثالث، ورئيس المجلس الجهوي للتنمية، وعدد من أعضاء المجالس المحلية وثلّة من الوعّاظ والأئمة والمؤدبين.