مقالات

الصلح سيد الاحكام

صالح نجيدات

تسود منطقتنا الحروب وعدم الاستقرار وكذلك العالم بسبب حرب روسيا أوكرانيا حيث ان هذه الحروب تدميرية التي قضت على الاخضر واليابس وسببت الويلات والمصائب للناس , لذا ما أحوج البشرية هذه الأيام وبالذات في منطقتنا نشر السلام والاطمئنان والمحبة والتسامح بين الشعوب, وما احوجنا الى قادة حكماء يقودون العالم الى بر الأمان وليس نشر الطائفية العنصرية والفتن والدسائس ويفتعلون الحروب وبالذات خدمة لمصالحهم الشخصية ومن يعاني من هذه الحروب هم ابناء جلدتنا .
ظاهرة الكراهية المنتشرة اليوم بين الشعوب وازدراء الديانات تعتبر أخطر ظاهره على البشرية , وتشكل معول هدم وتدمير الحضارات الانسانية , بل هي المرض الخبيث الذي ينخر عظام الفرد والمجتمع , وهذه الكراهية اذا استمرت بهذا الشكل قد تسبب حرب عالمية ثالثه تدمر الكون كله .
لا ادري ما الذي حدث لإنسان اليوم لكي يتوحش ويستعمل العنف المفرط والقتل الجماعي والدمار الى هذا الحد , والابتعاد عن قيمه الانسانية والاخلاق والتسامح والمحبة , وضرب عرض الحائط القيم الدينية والرجوع الى عصر الظلمة في تعامله مع اخيه الانسان , وبالذات من أبناء الديانات السماويه الثلاثة الذين يتصرفون بعكس ما ورد في كتبهم السماوية .
ما هو السبب الذي جعل هذه الانتكاسة الحادة التي تضرب عميقا ضمير الإنسان بالرغم من امتلاء المساجد والكنائس والكنس بالمصلين منهم , وبالرغم من ان الله دعى الانسان بواسطة انبيائه ورسله في كتبه السماويه لإفشاء السلام والمحبة والتسامح وعدم قتل النفس التي حرم الله قتلها .اذن من الذي سبب هذا الاستقطاب والتنافر الذي نراه اليوم بين الناس ؟ هل الثورة التكنولوجية التي أفادت البشرية هي التي أثرت سلبا على العلاقات الانسانية , أم التعصب والطائفية البغيضة ؟ هل هذه الكراهية نتجت بسبب ان العالم يحكمه اليوم زعران ولصوص وعديمي الضمير والمباديء وقلوبهم خالية من الايمان والكرامة وعزة النفس وهم الذين يبثون الكراهية بين الشعوب ويحرضون على إقصاء الآخر والتمييز بين قوميات الشعوب ودياناتها ام أن الإنسان استبدل القيم النبيلة بالأفكار الشريرة والشيطانية نتيجة اصابته بأمراض الجشع والانانية الدنيوية ؟
هل الكراهية هي التي خلقت الإرهاب , أم أن الارهاب هو الذي خلق الكراهية والتطرف والانحراف عند الكثير من البشر مما سبب الكثير من القتل والويلات للإنسان نفسه .
ان الاجواء السلبية السائدة اليوم في منطقتنا والعالم تشكل الأرض الخصبة لانتشار الكراهية والإرهاب الذي من شأنه زعزعة أمن المنطقه والعالم كله , فالعالم بحاجة الى قادة ينشرون السلام والاطمئنان والمحبة والتسامح بين الشعوب وليس بث الطائفية العنصرية والأفكار الشريرة . ولكن للاسف الانسان لا يعتبر ولا يتعلم الدروس من أخطائه التاريخية.
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق