ديوان أنين الزيتون للدكتور عبد الله السلمي هو التاسع في سلسلة دواوينه الشعرية، وأتى بأسلوب جديد يعبر عن تضامن عميق مع الشعب الفلسطيني، متألمًا لجراحهم ومآسيهم في أرضهم المسلوبة. يعكس الديوان روح أدب المقاومة، حيث يبرز من خلال قصائده مشاعر الغضب والاحتجاج على الطغاة والحكام الذين خانوا القضية، ويتناول المأساة الفلسطينية بصدق وإحساس مرهف.
القسم الأول: فلسطين جرح ينزف
يحاكي النصف الأول من الديوان أحوال فلسطين ومعاناتها، إذ يبدأ الشاعر بالتعبير عن حزنه العميق تجاه هذه القضية العادلة. يذكر غزة، تارة كفتاة تبكي، وتارة كعروس شامخة، تتحدى الظلم رغم الجراح. كما يستحضر الشاعر أسماء بعض ضحايا النضال الفلسطيني، مثل الشهيدة رزان، ويكتب عن يحيى السنوار كرمز للشجاعة والتضحية.
يهاجم الشاعر بشدة أولئك الذين ينكرون حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم، ويصف المستبدين من اليهود بأقسى العبارات، متناولًا خيانتهم ووحشيتهم. ومن جهة أخرى، يتهكم على الطقوس الدينية الشكلية التي تخلو من روح التضامن والنصرة في وقت الكفاح.
كما يشير الشاعر إلى رمزية “التين والزيتون” كعلامتين بارزتين للانتفاضة الشعبية، ويدعو أبناء فلسطين إلى الثبات والصمود، محذرًا أعداءهم من الويلات والعواقب الوخيمة.
القسم الثاني: المتفرقات
أما النصف الثاني من الديوان، فهو امتداد لأسلوب الشاعر المعتاد في الوصف والغزل والتأمل. يتناول فيه مشاهد من الطبيعة والأماكن التي زارها، ويرسم لوحات شعرية للأشخاص الذين التقى بهم. كما يمزج بين الحب العفيف وتأملاته في الشبيبة، ويخص بعض العواصم التي زارها بذكريات شعرية تحمل بين طياتها تأملًا فلسفيًا وإنسانيًا عميقًا.
أدب المقاومة في حلته الجديدة
ديوان أنين الزيتون ليس مجرد قصائد عابرة، بل هو صرخة من قلب شاعر يعيش القضية بكل تفاصيلها. يتميز بغضبه النبيل الذي يثور على الظلم والخيانة، وحزنه الذي ينضح بالدموع من أجل أطفال غزة وشهدائها. كما يعبر عن أمله في المستقبل من خلال تحفيز أبناء فلسطين على المقاومة والشجاعة.
تأثير جديد في مسيرة السلمي
لقد قرأت معظم دواوين الدكتور عبد الله السلمي وكتبت عن بعضها في مجلات عربية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أنين الزيتون جاء بنمط جديد ومتميز. إنه ديوان يلامس القلوب، ويعكس بصدق ووضوح التزام الشاعر بقضايا الأمة. ومن خلاله، يضيف الدكتور السلمي إسهامًا بارزًا إلى أدب المقاومة، ويجدد أواصر التضامن مع الشعب الفلسطيني المكلوم.
ختامًا، فإن هذا الديوان يعد عملًا فريدًا من نوعه، يحمل رسالة صادقة إلى كل من يؤمن بالعدل والحرية، وينادي بالوقوف مع المظلومين في وجه الطغاة والمستبدين.
والشكر موصول لكل من الشاعر الكبير عبد الله السلمي
سلمه الله وناشري ديوانه أكاديمية التميز وعلى رأسهم
الدكتور صابر نواس
./