انظروا ماذا يحدث اليوم في سوريا , انظروا ماذا يحدث في السودان , انظروا ماذا حدث من حروب اهلية حدثت في العالم العربي دمرت اوطانهم وشتت شعوبهم ودمرت حضارتهم , انظروا ماذا يحدث من تعصب قبلي ومذهبي في وطننا العربي الكبير اوصل الامة الى الدرك الاسفل , وفي المقابل انظروا الى الهند التي هي الثانية من حيث عدد السكان بعد الصين، يفوق عدد سكانها المليار ونصف المليار، وهي الدولة الأكثر ازدحاما بالسكان في العالم، نشأت فيها أربع ديانات رئيسية والعديد من العقائد الأخرى , يعبدون أكثر من 15 إلهًا، ولديهم حوالي 347 لغة، والصين عدد دياناتها 78، واللغات حوالي 120 لغةً، وسنغافورة كذلك متعددة الأعراق والديانات، ولكنهم يعيشون بسلام من دون أن يعكر صفو حياتهم أي اختلاف، ويعيشون في سلم وانتعاش اقتصادي وثقافي وحضاري له انعكاس على الحياة العامة والعقائدية ليس لديهم خيانات كما هو حاصل عند العرب ولا كراهية وحقد ، ولكن إذا عرجنا في المقابل على الأمة الإسلامية والعربية نجد العجب العجاب وحدث بلا حرج ، حيث إننا كأمة نتحدث بلغة واحدة، وهي لغة القرآن الكريم، ولدينا ربّ واحد هو الله سبحانه وتعالى، وكتاب واحد هو القرآن الكريم، ونبي واحد هو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، ونحج للكغبة ، وقبلتنا واحدة، ونصوم مضان شهرا واحدا، ولكن الفرق بيننا وبينهم اننا مختلفون ومفككون وانقسمنا إلى 73 فرقة، كل منها تدّعي أنها الناجية، ونعيش في اختلاف دائم وحروب لا نهاية لها في دويلات مفككة هشة قسمها الاستعمار ونصب عليها زعامات فاسده ، وينهش فيها الأجنبي ثرواتها، وشوارعنا وأزقتنا تملأها الجثث والدماء والقتل على الهوية، ولا كرامة فيها للإنسان ولا حرية بسبب العقدة المذهبية والقبلية اللعينة، وحتى مساجدنا لم تسلم منها، وتتميز مجتمعاتنا بوجود بعض رجال دين، لا دين لهم إلا الدولار، ويتسترون بردائه ويدمرون الأخلاق الإسلامية السمحاء والعدالة الاجتماعية، بسبب الجشع وحب النفس والمال، ويرفعون كلام الله في غير موضعه كشعارات يدغدغون بها عواطف الناس، من خلال فتاوى معلبة جاهزة تحت الطلب، هؤلاء هم مشايخ السلاطين , واليوم امة العرب وصلت الى انحطاط وتفكك لا مثيل له في التاريخ بسبب الانظمة العشائرية الفاسدة .
الدكتور صالح نجيدات