منوعات

القرية_المهجورة ( قصة كاملة)

محمد منصور

تخيل تصحى الصبح على خبر إن قرية بأكملها بناسها اختفوا في ليلة!

في ليلة كان بيعمها الحزن على أهل القرية بعد ما تم العثور على جثث لسبع أطفال مدبوحين بالقرب من الترعة، وقتها الكل اترعب من الترعة لانهم اعتقدوا بإن اللي حصل دا بسبب النداهة، الكل كان فاكر كدا بس انا كان عندي رأي تاني لان النداهة لو حقيقية عمرها ما تنده على اطفال او تسيب جثث ضحاياها! النداهة بتسحب الشخص لتحت الماية ومبيخرجش غير بعد أيام…
الموضوع كان غريب وكالعادة كُبَارات البلد كانوا قدام باب بيتي في نص الليل طالبين مني المساعدة في حل الموضوع، ولأني بفهم في الأعمال والسحر وبستعين ببعض التعاويذ كانوا فاكرين اني شخص محدش يقدر عليه غير الله، بس في الحقيقة اللي محدش يعرفها انا شخص ضعيف يمكن اكون دارس شوية في علم الماورائيات بس في الحقيقة انا أجبن مما تتخيل بس مكنتش بأظهر دا قدامهم.
وصلنا الترعة ولما وصلت مع كبار البلد بدأ واحد ورا التاني انه يروح بيته خوفًا على سلامته، متبقاش غيري انا وعم (عامر) شيخ الجامع اللي فضل يقرأ قرآن طول الوقت بس انا حسيت بشيء مش مريح في المكان صهد شديد بيضرب في وشي، أصوات متداخلة وكأنها منزعجة من اللي بيحصل، همست في ودن عم عامر:
– وقّف قراءة القرآن
بصلي بإستغراب ووقّف ووقتها كل شيء رجع طبيعي، اتكلمت مع عم عامر:

– المكان هنا فيه شيء شرير ومش مجرد نداهة لا الموضوع كبير.
الكلام دا معجبش عم عامر اللي انا عارف انه بيكرهني لأن من وقت وجودي في البلد وهو حاله وقف لأن أهل البلد كانوا بيستعينوا بيه لفك الأعمال بس من وقت دخولي هنا وهو مبقاش حد يروحله.

بدأت أقول تعويذة بالقرب من الترعة حسيت بأن الماية بتتحرك عكس الإتجاه وفجأة شميت ريحة وحشة أوي، كانت فايحة وصعبة عليا مقدرتش أستحملها، حاولت أكتم أنفاسي بس مش قادر، في اللحظة دي بدأت تطفوا فوق الماية جثة في التانية في التالتة، عدد كبير من الجثث بيطفوا فوق الماية، عم عامر شاف المنظر هرب وجري، وانا واقف مذهول من المشهد مش مستوعب ايه كَم الجثث دي!
سمعت صوت بيتردد في ودني، اسم بيتكرر في ودني (حِمدان، حِمدان، حِمدان)…
الصوت بيتلاشى عشان فجأة كل الجثث تبدأ تتحرك وتخرج من الماية ويزحفوا على بطنهم وبيقربوا مني! مستنتش لحظة وجريت على البيت، قلبي موقفش عن النبض، كنت خايف وقلبي مخضوض، لما هديت بدأت أفكر، أنا ليه سمعت اسم حمدان؟!
حمدان هو ابن العمدة! محستش بنفسي غير وانا واقف قدام باب بيت العمدة، واجهته باللي حصل وشوفته كان مرتبك مش قادر ينطق عشان فجأة ينفجر من العياط وهو بيقولي:
– مش قادر أسكت أكتر من كدا انا كل يوم بشوفهم في احلامي لدرجة اني بقيت بشوفهم وانا صاحي! انا هحكيلك كل حاجة، من 30 سنة وبعد جواز عشر سنين اكتشفت اني مبخلفش واني بعاني من عقم حاولت أكتر من مرة اعالج نفسي بس فشلت، كان حلمي ان يكون ليا ابن يشيل اسمي، في ليلة وصل شخص في القرية قعد ليلة، هي ليلة واحدة بس قلبت حال البلد، كان يعرف كل حاجة واي شيء انت عايزه بيعمله بس المقابل بتاعه مكنش فلوس لا لا كان المقابل حاجة تاني كانت المقايضة بالدم، خليت الغفر يجيبوا الشخص دا الدوار ولما طلبت منه انه يعالجني من العقم فضل يضحك وهو مبتسم لي وبيقولي بصوت خافت:

– انا جاي البلد هنا عشانك يا حضرة العمدة وعارف بمشكلتك، وجايب ليك الحل بس انت لازم تعمل حاجة في المقابل.

وافقت من غير ما أعرف المقابل، بس المقابل كان اني أروي الترعة كل شهر بدم بني أدم!
عشان كدا كان كل شهر شخص من أهل القرية بيختفي، انا اللي خلقت أسطورة النداهة، الكل بقى بيخاف منها واللي بيموت محدش بيدور وراه لانهم معتقدين إن النداهة هي السبب، بس في الحقيقة مفيش نداهة اللي كان بيعمل كدا انا، انا!
مكنتش عارف المفروض اعمل ايه، رجعت البيت لكن خرجت بعدها بسرعة على صوت صراخ في شوارع البلد الكل بيجري زي المجنون، راجل عجوز وسط الناس اللي بتجري بيزعق ويقول:
– العمدة قتل ابنه وحرق الدوار، العمدة قتل ابنه وحرق الدوار!

شايف حريق ضخم قريب من بيت العمدة بس دا مكنش الحريق الوحيد اللي في البلد، بدأت تتصاعد نار في كل بيوت القرية وكأنها لعنة بتضرب البلد، مكنش في حل أعمله غير اني أهرب وأنفد بجلدي، وانا بجري عشان أوصل للطريق الرئيسي لمحت حاجة بتتحرك من عند الترعة كانت الجثث بتخرج من الترعة، بس المرادي كان الموضوع بيحصل فعلًا، الجثث كانت بتنتقم من كل شخص في القرية، بتسحبهم في الترعة وتقتلهم، هربت لقرية تانية عشان بعد أيام أسمع خبر بأن القرية بالكامل اختفت، متبقاش فيها حد، البيوت بالكامل اتحولت لرماد وأهل القرية ملهمش أي أثر!
_( النهاية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق