خواطر

على حافه البئر / جمال شدافنة

لا ادرى لماذا جال في
خاطري بعد صلاه الفجر والشروق ان اجوب السهول الجنوبيه للقريه لعلها النفحات الخريفيه
وتأمل أجواء قطف الزيتون وانا اسير على الطرق الترابيه واصوات الجرارات والعربات والسيارات
ها هو احدهم يقود جراره وزوجته الى جانبه يتحدثون فسلمت عليه فرد السلام ملوحا بيده ثم دخل الى كرمه بين الأغصان الملقاه على الأرض
وعلى جانبي الطريق ومن بين كروم الزيتون اسمع اصوات العائلات ودوران الماكنات والحب يتساقط على الشوادر المفروشه
واكملت المسير ومن بين وديان القصب ظهر بئر اكسال
ها انا أقترب
وقفت على باب حافه البئر انظر بابه والصمت يخيم على المكان الا نقيق بعض الضفادق وزقزقه عصافير صغيره تقفز على شجيرات على حافه البئر
فجلست اتأمل وركبت مخيلتي في رحله عبر الزمن وكأني اسمع اصوات اجدادنا وجداتنا وابائنا وأمهاتنا وهم ينقلون الماء على الدواب او يحملونها الى القريه ايام الشقاء
والنشال يملأ الاوعيه والجرار وقد تشققت يديه من اثار الحبال
وفجأه خيل اليي اني سمعت صوتا يخرج من داخل البئر يتحدث ويقول :
انا بئر اكسال انا من تعاقبت عليي الأجيال
كم مروا من هنا يشربون
بعضهم كانوا يغرقون
كم سمعتهم يتخاصمون
ثم يلبثوا ان يتصالحون ويتسامرون
كم حفظت من أخباركم وكم كتمت من اسراركم
انا جزءا من الحكايه
منذ البدايه الى النهايه
واختفى الصوت ولم يبقى الأ صوت خرير الماء وتلبدت الغيوم في السماء فقفلت عائدا الى القريه
وصدى صوت البئر يتردد في اذني يقول :
انا الحايه انا الحكايه
من خواطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق