مقالات

سنة على الطوفان.. *هل اسرائيل هي اسرائيل؟؟*

سهيل دياب- الناصرة دكتور العلوم السياسية

اذا تم اطلاق صفة الطوفان على هذه الحرب عسكريا وعاطفيا، فنحن نستطيع تسميتها معركة الطوفان، سياسيا واخلاقيا.

امتازت هذه المواجهة خلافا عن غيرها وسابقاتها باربعة أمور غير مسبوقة:

1. لاول مرة تدور مواجهة عسكرية في داخل اراض تسيطر عليها اسرائيل سيطرة كاملة، معززة بكل الامكانيات الدفاعية والامنية، بشريا وتكنولوجيا واستخباراتيا.

2. لاول مرة منذ نكبة ١٩٤٨ ، اسرائيل أمام حرب طويلة غير مسبوقة، حيث اعتادت اسرائيل على حسم الحروب بمدة زمنية قصيرة.

3. لأول مرة يكون رهائن واسرى اسرائيليين لدى الجانب الفلسطيني بهذا الحجم وبهذه النوعية.

4. لأول مرة يتم تفعيل وحدة الساحات في الاقليم، وتجربته على أرض الواقع.

*ماذا تغير في اسرائيل؟؟*

1. في العقيدة الامنية- سقط العديد من هذه العقيدة، وأهمها:
# فشل الربط بين الجغرافيا والديموغرافيا، اذ فشلت عقيدة السيطرة على الجغرافيا لضمان الامن الجمعي للمجتمع الاسرائيلي.

#وسقطت معها عقيدة ان الاستيطان يعزز الامن.

# وبدأت مراجعة لعقيدة جيش صغير وذكي بدل جيش كبير ومشاة.

# ومراجعة جدوى الاغتيالات السياسية في العقيدة الامنية.

الطوفان محى مرجعية عدوان ١٩٦٧ للعقيدة الامنية، واعاد العقيدة الامنية الى مربع نكبة ١٩٤٨.

2. اسرائيل والشرعية الدولية:

# انكسار غير مسبوق للسردية الصهيونية مقابل السردية الفلسطينية.

# اسرائيل خسرت شعوب العالم لحقبة طويلة. يشمل المؤسسات الدولية.

# ربط مصير اسرائيل بالحماية الامريكية سيدوم الى الابد، أم ماذا؟ فاسرائيل اليوم دولة معزولة ومنبوذة.

3. اسرائيل والاقليم:

# أمام اسرائيل إما التواضع والاندماج الاقليمي بحجمها الطبيعي، وإما مواصلة التنمر والهيمنة وصولا الى المواجهة الوجودية والحروب الصفرية.

# اسرائيل تخسر المحور الثالث المعتدل في الشرق الاوسط، العربية السعودية ومصر وتركيا، ولهذا المحور وزن كبير في الصراع ببن المحور الاسرائيلي – الاطلسي- الامريكي، مقابل محور المقاومة وايران.

4. اسرائيل والداخل الاسرائيلي:

# زعزعة ركيزة الامن الجمعي لدولة اسرائيل امام المشروع الصهيوني.

# ارتفاع غير مسبوق في الهجرة السلبية وخاصة الشباب والعلماء والمستثمربن.

# اهتزاز ركيزة الرفاهية الاقتصادية وبلاد اللبن والعسل والتي طالمت ساهمت بجذب المهاجرين اليهود الجدد لارض فلسطين.

# فقدان وسقوط الجانب الاخلاقي، ليس فقط بالابادة الجماعية لشعوب المنطقة الاصلانيين، وانما بعدم الاكتراث حتى لارواح البهود انفسهم، سواء كانوا اسرى ام جنود ام مدنيين عاديبن.

التغيير في اسرائيل بنيوي وعميق وليس عابر وعاطفي. وبدأ هذا التغير منذ عدوان ١٩٦٧، وتعمق بعد اوسلو، وجاء الطوفان لينزع القناع الذي تستر به حكام اسرائيل عقودا طويله، فالطوفان أذاب الثلج لتيبان المرج.

سهيل دياب- الناصرة
دكتور العلوم السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق