مكتبة الأدب العربي و العالمي

#حكاية_الولد_الفقير #الجزء_السادس #من_الفولكولور_اليمني

يكمل بائع الجوز حكايته ويقول خرج لي رجل أسود قبيح المنظر وصاح :أغرب عن وجهي فهذا المكان أرض الجن
فبكيت وحكيت له قصتي فاختفى كأن الأرض إبتلعته
ثم ظهر وفي يده بوق وقال لي :أنفخ فيه وسيأتيك رزقك
فلما إبتعدت قليلا قربته من فمي ونفخت فلم أسمع شيئا ولما نظرت تحت قدمي وحدت عشرة قطع من الذهب الأحمر
ولم أصدق عيني وصرت كلم نفخت سقط الذهب حتى أصبح الكثير من الذهب
فنزلت للسوق وبعتها و إشتريت بها ملابس جديدة وطعاما وآنية وأفرشة وأتيت بتلك المرأة الفقيرة وابنتها لداري وقلت لها :من اليوم لن تبيتي في الشارع وهذا بيتك ،وسأثّثه بأفخر الأثاث وأتزوج تلك الفتاة
فو الله لم أجد أحدا في أيام بؤسي سواكما ثم خرجت واشتريت دكانا وفكرت ماذا سأبيع وجاء في بالي العطور لكي لأهدي منها لفتاتي التي أحبها
وبعد أسبوع تزوجنا وكنت أشتغل مع زوجتي في الدكان فأحبها الناس وازدحموا على دكاني وفي سنة واحد صار عندي خمسة دكاكين تبيع العطور والحرير واسترجعت ضيعة أبي وزرعتها باللوز وأصناف الفواكه
وأصبحت أتنقل في موكب كمواكب السلاطين وحولي الحرس والخدم وعملت الخير وفرقت الطعام حتى لم يعد يوجد جائع ولا فقير في الشوارع .
حتى جاء اليوم الذي وصل فيه أمر ثرائي المفاجي إلى أخي فتعجب وقال في نفسه :آخر مرة رأيته فيها كان تحت الحائط يتسول والآن لم يعد يقدر على إحصاء أمواله لا شك أن في الأمر سر وسأعرفه
ذهب إلى أخيه في داره محملا بالهدايا ولما فتح له الباب هنأه بزواجه وقال له: نحن إخوة ولا يصح أن نبتعد عن بعضنا وكنت طيب القلب فعانقته وبكينا على أبانا وأمنا
ثم أدخلته وأكرمته وفي الليل لما كنا ساهرين سألني عن مصدر ثروتي وألح علي حتى أخبرته عن سري ولما إستيقظت في الصباح لم أجد البوق فذهبت إلى داره وسألته عنه فأطردني كالكلب ولم يراع في حرمة أهله
وفتح أخي دكاكين بجانبي تبيع العطر والحرير فتناقص ربحي وكسدت تجارتي وجاء جفاف شديد فيبست الأشجار ونفقت الحيوانات ولم أجد ما ادفع به أجرة الخدم فصرفتهم
حتى لم يعد عندي أحد وبعت الخيول والحمير وأصبحت أمشي على قدمي فأشفقت على نفسي وخفت أن أرجع لحياة الفقر فذهبت للغابة وحركت ذلك الغصن من مكانه
فجائني الرجل الأسود وحكيت له قصتي مع أخي فأعطاني بوقا لما نفخت فيه تساقط الجوز وأصبحت ابيع منه لكنه كثر في السوق ورخص ثمنه فبعته مقابل لطمة على خدي لأني لم أتعض بما حصل لي مع أخي وبحت له بسري
والنتيجة سرق بوقي وأفسد علي تجارتي لذلك فأنا أستحق اللطم كل يوم جزاء لي على حمقي وقد صدق من قال: لو كان الأخ ينفع اخاه لما بكى أحد عن أبيه
تعجب الولد وقال: يا لها من قصة غريبة على الأقل لك زوجة صالحة ولم تخسر كل شيئ !ذ ثم أخذ كيسا من الجوز وضعه على جمله وودع البائع وسار راجعا إلى بلاده والدنيا لا تسعه من الفرح لانه سوف يلتقي بأمه بعد غياب طويل وسوف يذهب عند القاضي اذا كان مازال في وعده له.
يتبع في الجزء السابع والاخير…

عن حكايا زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق